قبل عدة أعوام كان الاقتتال الدموي الذي تشهده بعض دول الساحة العربية استشرافًا نبّه إلى قدومه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فمنذ العام 2005 وهو يطرح الفكرة تلو الأخرى، والقرار إثر القرار.. كانت البداية تأسيس مركز الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب، تلاه قرار نشر ثقافة الحوار بين الأديان الذي تمخض عنه تأسيس مركز الملك عبدالله للحوار بين أتباع الديانات والثقافات، ثم ما دعا إليه في قمة مجلس التعاون الخليجي الثاني والثلاثين من تجاوز مرحلة التعاون إلى الاتحاد. من هذا المنطلق، فنحن منطقيًّا لا يمكن أن نعتبر أن الحراك الذي يدور الآن على الساحة العربية حالة تأخذ وقتها ودورها، ثم تمر مرور الكرام!! كما أن الصراعات الدامية التي تشهدها كل من سوريا والعراق واليمن وليبيا عالم افتراضي.. أو مسرح لمناورات عسكرية فقط لا غير!!. كقارئ بسيط للمشهد السياسي فإن الواقع يشير إلى أننا نقف على أعتاب مرحلة تاريخية فاصلة، مرحلة تختلف اختلافًا كليًّا عن مجرد الوقوف عليها بالصورة أو الخبر أو التحليل أو سوق الحجج والبراهين. إن الرحى الدائرة الآن على الميادين التي تشهد تلك الصراعات سرت كالنار في الهشيم، وبقراءة متواضعة لما يحدث في المنطقة حولنا، فنحن لسنا بمنأىً عن هذا الخطر الذي كنا نحن أول من ألقى بثقله علينا سنوات عدة ولايزال. ما عناه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- وبكل شفافية في ندائه للأمة العربية والإسلامية، والمجتمع الدولي كان يحمل بين سطوره أبعادًا واستشرافات أخرى كانت بمثابة جرس الإنذار الأخير.. الذي نوّه فيه إلى استشراء الإرهاب الأسود.. والذي إن لم نتصدَّ له.. لن يستثني أحدًا هذه المرة. ** مرصد: ندرك كسعوديين نعمة الأمن والأمان، ولله الفضل والمنّة في ذلك.. ونحن على علم أن المتربصين بنا داخليًّا وخارجيًّا يسعون إلى زعزعة أمن واستقرار البلاد. وجميعنا على يقين أنّا إن تكاتفنا، ووقفنا صفًا واحدًا خلف قيادتنا في وجه الإرهاب بكافة أشكاله وصوره.. وحاربناه سلوكًا.. وقولاً.. وفعلاً.. فلن يستطيع كائنًا من كان أن يخترق هذا النسيج المترابط، واللُّحمة الوطنية المتكاتفة. [email protected]