سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رياضة الطائف ... مَنْ يُحييها ؟!! هذا المستوى المُتدني لا يليق بحاضرة أزليِّة ومنارة ثقافية منذ القدم كالطائف بأن تكون رياضتها في مؤخرة الركب لأسباب قد يكون حلَّها في متناول اليد
لم تُوفق رياضة الطائف على مر العقود الماضية وبالذات في كرة القدم التي تُعد معياراً لنجاح أو فشل أي نادٍ رياضي مهما حقق من إنجازات في بقية الألعاب، وهذا ما حدث مع نادي عكاظ الذي حقق مكاسب كبيرة في الألعاب الفردية، ولكنه فشل فشلاً ذريعاً في معشوقة الجماهير، وحتماً هذا المستوى المُتدني لا يليق بحاضرة أزليِّة ومنارة ثقافية منذ القدم كالطائف بأن تكون رياضتها في مؤخرة الركب لأسباب قد يكون حلَّها في متناول اليد، ولكن المُعضلة في مَنْ يُعلِّق الجَرَس الذي صمت قهراً ومات دهراً. إن دَمَ هذا المستوى الهزيل يشترك فيه أكثر من طرف؛ فالجهات ذات العلاقة بتطوير الطائف لم تُولِ هذا الجانب اهتماماً يوازي المسارات التي تُعزز الاستثمارات المادية متناسين أن الحقل الرياضي يُمثل الاستثمار فيه جانبين، الأول في رأس المال البشري والثاني في رأس المال المادي، بينما تفرَّغ مسئولو الرياضة في الطائف لتغذية الأندية الكبيرة بالمواهب المُبدعة –بالطبع حسب الميول والانتماء– حتى أضحت أندية الطائف لا تعدو كونها "فقاسات" للأندية المشهورة الأمر الذي أضاع الكثير من المواهب الشابة التي لو وَجَدت الرعاية لحققت الكثير والكثير للعبة التي تمتلك مهاراتها، أما ثالثة الأثافي فهي تخلي رجال أعمال الطائف عن دعم رياضة مدينتهم ومحاولة النهوض بها وإبرازها كواجهة حضارية لها، فكما هو مسلمٌ به أن الدعم المادي للمؤسسات جزءٌ لا يتجزأ من المسئولية الاجتماعية الغائبة عن أصحاب رؤوس الأموال في عروس المصائف. وحتى المقر الذي خُصص لبناء مقر لنادي عكاظ أُبتلي بأحد مقاولي الباطن الذي أخذ يُماطل ويُماطل حتى تم سحبه منه مؤخراً، وهذا ما أظهر استياء رئيس النادي سعيد ربحي -أحد روَّاد الرياضة في الطائف- الذي وصف العمل في المنشأة بالبطيء بل بالميت، وأضاف ربحي في رسالة بعث بها إليَّ قائلاً: لقد أخذت الشركة المشروع من الباطن ولم تنجز العمل في الوقت المحدد الأمر الذي دعاني شخصياً -والكلام لربحي- لتقديم عدة شكاوى للرئاسة العامة لرعاية الشباب التي فرضت عليهم العودة للعمل ولكن الحال كما هو عليه في منتهى البطء؛ مما يعني أن ليل عكاظ طويل وأن الصبر أطول، مما اضطرني لرفع برقيه للرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد أناشده فيها بالنظر في موضوع الشركة الأم والشركة المنفذة على أمل إنقاذ النادي من مثل هذه الشركات كما فعل مع الشركة المنفذة لمقر نادي الرائد، ولكن شيئاً من هذا لم يتم؛ إذ كان من المفترض أن يتم تسليم نادي عكاظ الأسبوع الماضي حسب العقد المبرم مع الشركة، مُبيناً ربحي بأنه يقوم بأداء عمله من المقر الإداري القديم الذي لا يوجد به صالات للألعاب المختلفة مثل الملاكمة مما يؤثر على عطاء اللاعبين بالإضافة إلى أن الفريق يتدرب في الحديقة المجاورة، مما يجعله عُرضة للتندر والسخرية من المجاورين بل ووصل الأمر بهم إلى تقديم شكوى ضده للشرطة بتهمة الإزعاج، يذكر أن نادي عكاظ تأسس قبل 47 عاماً وبالتحديد في عام 1388ه بعد أن تم دمج أندية كل من ثقيف والتضامن ونسور المصيف، ومنذ ذلك الحين لم يحصل على مبنى جديد للنادي, وفي عام 1429ه لاحت علامات البشرى حيث تقرر اعتماد إنشاء مقر جديد للنادي وبدأ العمل فيه قبل 36 شهراً ولكن جاءت الحزينة تفرح ما لقت لهاش مطرح. رسالة مكلومة نرفعها لسمو أمير المنطقة الأمير مشعل بن عبدالله نُناشده فيها التدخل المُباشر لانتشال رياضة الطائف من مهدها الذي لم تُراوحه منذ ولادتها؛ فمقومات النجاح المتمثلة في الإمكانات المادية والبشرية متوافرة، ولم يتبقَّ سوى الإرادة الحقيقية والتخطيط العلمي السليم لتحقيق هذا الأمل. [email protected]