أخيراً خرج الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عن صمته إزاء الفوضى التي يثيرها الحوثيون في اليمن، وما تحمل من نذر خطر على وحدة اليمن، وعلى أهل السنة فيه، وأخيراً على جارتها في الشمال بلاد الحرمين الشريفين. وكان هجوم هادي عنيفاً لأن الخطر اشتد، وكادت تبلغ الحلقوم. وهنا جاء الاتهام صريحاً وواضحاً وحاداً، وكانت إيران على الطرف المواجه، فهي الداعمة القوية للحوثيين الذين يتهمهم هادي بأنهم ينفذون (أجندة مذهبية). إيران حسب وصف هادي: (تحاول مقايضة صنعاء بدمشق)، وهي (تتدخل في شؤون اليمن بشكل كبير جداً، وهنالك أربع قنوات تابعة لها تعمل ضد اليمن، وهناك مستشارون لعبد الملك الحوثي من إيران). وكشف هادي أن (اثنين من ضباط الحرس الثوري الإيراني كانوا يريدون بناء مصنع للصواريخ باليمن، وتم القبض عليهم، وهناك نحو 1600 طالب يمني حوثي يدرسون في إيران). وكل هذه العبارات الصريحة جاءت في حديث طويل للرئيس اليمني يوم الأربعاء الماضي أثناء اجتماعه مع هيئة الاصطفاف الشعبي لحماية المكتسبات الوطنية، إثر تصميم الحوثيين الذين يملأون شوارع صنعاء على إسقاط حكومة باسندوة وفرض شروطهم التي يزعمون بها خيراً لليمن، وهي تحمل في طياتها تمكيناً للمد الشيعي الصفوي الذي ترعاه طهران. وهنا يزداد العجب، إذ لا يكاد أحدنا يسمع صوتاً من أولئك الذين أصموا آذاننا بمحاضراتهم الأخلاقية عن الجارة العزيزة (إيران)، وعن نواياها الحسنة وتحركاتها الصادقة ودعمها للإسلام والمسلمين. ويعترض البعض على نعت إيران بالنظام الصفوي المجوسي، فهم يحسنون الظن بها، وهي لا تستحق ذلك أبداً. هل يستطيع هؤلاء المصطفون في الجانب الآخر توضيح الذي يجري في اليمن، وكيف استطاعت فئة مستضعفة الصعود بهذه الصورة المتسارعة حتى درجة تهديد النظام السياسي اليمني بأكمله برغم كل الدعم الذي يحظى به دولياً وإقليمياً! إيران التي دعمت نظام بشار الأسد بكل قوة لتحكم قبضتها على الشام، هي نفسها التي أقامت حزب الشيطان في لبنان، وهي ذاتها التي تحاول إحكام قبضتها على الجنوب في اليمن، فهل يا ترى نستمر في إحسان الظن بها؟ وإلى متى؟ كفى صمتاً عن مخططات الصفويين في طهران!! [email protected]