سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جيش للمعارك والتشييد! مشروع ضخم مثل محور القناة ليس من السهل تنفيذه، ومع هذا يتعهد «الرئيس» أن يتم إنجازه في عام واحد فقط، معتمدًا بعد الله على رجال قواته المسلحة
لم يتوقف الأشقاء المصريون في تاريخهم المضيء والحافل بالحضارة عند افتتاح قناة السويس الذي تم في 16 نوفمبر 1869، بل تجدد ذلك التاريخ بالمشروع الجديد الذي يقام حاليًا "محور قناة السويس" والذي يتوقع خبراء الاقتصاد أن يدر إيرادات تصل إلى 100 مليار دولار سنويًا، ومن المعروف أن القناة تدر حاليا 5 مليارات دولار سنويًا، ولا شك أنها ستحدث نقلة نوعية حقيقية في الاقتصاد المصري بعد الانتكاسة التي مر بها خلال الأعوام الثلاثة الماضية، وفي كلتا الحالتين فإن السواعد المصرية هي التي تولت هذه المهمة، وقدم الرجال -في عملية الحفر الأولى- أرواحهم فداء لنهضة وطنهم ورفعة اقتصاده. ما يعجبني في المصريين هو سرعة تنفيذ المشروعات والانتهاء منها في زمن قياسي، ومشروع ضخم مثل محور القناة ليس من السهل تنفيذه، ومع هذا يتعهد "الرئيس" أن يتم إنجازه في عام واحد فقط، معتمدًا بعد الله على رجال قواته المسلحة، الذين برهنوا على جاهزيتهم لكل مهمة، ولعل الجيش المصري هو الوحيد الذي يشارك في بناء نهضة بلاده، يقاتل في معركة البناء والتشييد بنفس الروح التي يقاتل بها أعداء بلاده، ويعيش أجواء معارك دائمة لا يعرف فيها الاسترخاء، فسلاح المهندسين العسكريين لديهم معدات مختلفة تسمى معدات "الخط ألف" يستعينون بها في عملية البناء، رغم أنها معدات قتالية لا تظهر إلا في العمليات الحربية. لقد قامت القوات المسلحة بتنفيذ الكثير من المشروعات، كشق الطرق ورصفها وتعبيدها، وإقامة الجسور، وبناء ملايين الوحدات السكنية لمحدودي الدخل بالمشاركة مع بعض الشركات المصرية. في بعض دولنا الخليجية تتعثر بعض المشروعات، وينجم عن ذلك حدوث حالات اختناقات مرورية تستمر لسنوات على الرغم من أن الشركات التي وقع عليها الاختيار شركات أجنبية، وأتساءل: لماذا لا تعطى هذه المشروعات للشركات المصرية التي أثبتت مصداقيتها في تنفيذ مشروعات كبرى مكتظة بالسكان في زمن قياسي، فهي أولى بالفائدة من الشركات الآسيوية التي تفتقر للخبرة وعدم المصداقية في وعودها علاوة على تواضع خبرة عمالها. [email protected]