كتابه لكم وللتاريخ " سيرة وزارية صريحة" أراد منه أن يوثق فترة زمنية عاصرها في وزارة الصحة كما رغب في تحفيز العاملين في القطاع الصحي على بذل المزيد من العمل والتفاني والإخلاص، هذا ما أراده وزير الصحة الأسبق د. حمد بن عبدالله المانع، فضلاً عن ما أراده في كشف بعض الحقائق التي غيبت كما يكشف النقاب عن قضية خطيرة حين تصبح أوراق الصحف ساحة لتصفية الحسابات وخدمة أجندات قلة منتفعة وربما فاسدة نجحت بطريق أو بآخر بالوصول إلى المنبر الإعلامي .. كما يصفها في كتابه في غفلة من القائمين عليه وربما بمباركة منهم في صناعة رأي عام ضد هذا المسئول أو ذاك والتعبئة ضده بهدف الإطاحة به حتى يخلو الطريق أمام هؤلاء للزحف على مقدرات الوطن وتحويلها إلى خدمة مصالحهم .. الى آخر ما أوضحه. ما أوضحه الدكتور المانع في كتابه ، وقد أعجبني عندما قال (الكلمة بضاعة الكاتب، فإن غش الناس فلا فارق بينه وبين تاجر جشع ومخادع يبيع لهم المرض ويفسد عليهم حياتهم. في ثنايا السيرة يتحدث عن توليه إدارة الرخص الطبية وشئون الصيدلة بمنطقة الرياض وهي الإدارة المعنية بشئون القطاع الخاص، ثم يقول :"ولم أدرك يوم وافقت على الجلوس على مقعد مدير الرخص الطبية المثقل بالتحديات، إنني أضع كلتا يدي في جحر الضب أو داخل عش الدبابير وربما بيت الثعابين" إلى أن يقول : "وقد كان قدري أن أكون في مواجهة ثلة من الفاسدين الذين يتاجرون بعافية الناس وأرواحهم دون مبالاة". يحدثنا معالي الدكتور حمد المانع عن تجربة وزارة الصحة عندما سمحت للقطاع الخاص إصدار شهادات فحص العمالة الوافدة إلى أن اكتشفوا وجود مراكز خاصة تصدر شهادات صحية وهمية ، معدة سلفاً بختم طبيب المركز وتوقيعه، تفيد بخلو الوافد من الأمراض الطفيلية والمعدية.. ويتحدث عن تجربته مع الشفاعات السيئة التي تعزز الفساد وتقوي شوكته وصموده في مواجهة هذه الشفاعات المشبوهة ويستشهد بالآية الكريمة (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون) صدق الله العظيم. إن إجراءات فحص المواطنين قبل الزواج للحماية من المصابين بأمراض الدم المختلفة ، وصدور قرار مجلس الوزراء بأن يكون الفحص الذي يسبق الزواج إلزامياً هي إحدى ثمار جهود الدكتور المانع فضلاً عن نشر المراكز الصحية في المملكة لمساندة المستشفيات في رسالتها وكذلك سعيه الدؤوب في مكافحة الملاريا على مستوى الوطن وإقرار الخطة الاستراتيجية للوزارة ويكفيه تصديه لمحاربة الفساد الذي استشرى في بعض أركان وزارته حتى إنني تمنيت لو أهدى كتابه إلى هيئة مكافحة الفساد حيث أن بها محطات لمكامن الفساد ومصادره وفيه ما يعين "نزاهة" على ممارسة دورها، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم. محطات عديدة في كتاب "سيرة وزارية صريحة" تستحق التوقف والتأمل واستخلاص العبر، فشكراً جزيلاً للدكتور المانع على عطائه أثناء عمله وعلى هذا الكتاب المفيد النافع، والوطن يبني بسواعد المخلصين ومعالي الأخ الدكتور حمد المانع أحدهم. تحية تقدير لوزير الصحة السابق فله بصمات وإنجازات واضحة لا تُنكر، ودعاؤنا الى المولى القدير بأن يبارك في جهود وزير العمل ووزير الصحة المكلف وأن يجعل التوفيق حليفه في كل خطوة يخطوها، وعلى كل العاملين في قطاع الصحة وغيرها أن يمدوا يد العون لتصحيح بعض المسارات الضرورية في هذه المرحلة لتنعم البلاد برعاية صحية تلائم طموحات ولي الأمر. والله المستعان .. [email protected]