قال نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار المشرف على مشروع الملك عبدالله للتراث الحضاري إن منطقة جدة التاريخية قيمة استثنائية عالمية تظهر من خلال عدة عناصر تتمثل في عمارتها ومبانيها التي تُحدد هوية معمارية خاصة بحوض البحر الأحمر، علاوة على أن جدة هي المعبر الرئيس لملايين الحجيج عبر العصور إلى مكةالمكرمة منذ بداية التاريخ الإسلامي حتى الوقت الحاضر. وأوضح الدكتور الغبان أن المباني الأثرية الموجودة في منطقة جدة التاريخية التي تم تسجيلها عالميا، تقف بحالة جيدة ويتم الحفاظ والترميم لأكثر من 350 منزلا موجود داخل منطقة التسجيل، وأكثر من 250 منزلا في منطقة الحماية المحيطة بمنطقة التسجيل بجدة التاريخية، فضلا عن أن النشاط الاقتصادي في الموقع مرتبط بالحج والحجاج ولايزال مزدهرا وفي ازدياد. ولفت النظر إلى جهود الدولة والجمعيات المحلية بتفعيل التراث غير المادي لجدة التاريخية من خلال مهرجان جدة التاريخية والنشاطات الحرفية المتزايدة في الموقع، إلى جانب التجارة المرتبطة بالبخور والتوابل والأقمشة والحرير والهدايا التذكارية التي ينقلها معهم الحجاج من جدة التاريخية لاتزال قائمة في الموقع، وكلها مكونات تشكل عناصر للأصالة، وهو بند مهم جدا يُبرر تسجيل الموقع في قائمة التراث العالمي. ونوه إلى أن المنطقة التاريخية في جدة تتميز بكثافة المباني التاريخية فيها، ومحافظتها على النسيج العمراني، وهناك أيضا تطبيقات صارمة من أمانة جدة لسياسات الحماية والمحافظة والترميم، وأي تدخل في هذه المباني يتم وفق الاشتراطات والمعايير الدولية للمحافظة على التراث العمراني، ولم يتعدل أو يتغير النسيج العمراني للموقع وهذا من ضمن عناصر التكامل. وأشار إلى أن هناك مراقبة دقيقة لارتفاعات المباني في المنطقة التاريخية، وتم الانتهاء من إعداد اشتراطات للبناء ومخطط عام يتم بموجبها التعامل مع الموقع، مبيناً أن كل هذه الشروط كانت مطلوبة ليتم تسجيلها والإعتراف بها من اليونسكو ولجنة التراث العالمي حيث تم القرار بإجماع الدول دون الحاجة إلى تصويت. وبين نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أن المملكة قدمت ملف جدة التاريخية في عام 2011، وكان عليه ملاحظات تتعلق بجاهزية الموقع والحاجة إلى مزيد من الجهد والعمل، لذلك تقرّر في ذلك التاريخ سحب الملف والعمل بجد خلال ثلاث سنوات من 2011 إلى 2014 وتم تقديم الملف للمرة الثانية، وتكلل بحمد الله بعملية التسجيل. وأضاف أن المملكة قدمت معلومات إلحاقيه قدمت لمركز التراث العالمي تشتمل على قائمة المشروعات الجاري تنفيذها في الموقع، وتوضح بأن الدولة المالكة شرعت في تنفيذ خطط التنمية الملتزم بها في الملف وقطعت شوطا كبيرا فيها، لذلك أيدت جميع الدول الأعضاء في لجنة التراث العالمي عملية التسجيل. وعن العمل في منطقة جدة التاريخية قال الدكتور الغبان " إن العمل يتم برويّة بالاستعانة بكثير من الخبرات المحلية والدولية في أعمال الترميم، ولا شك أن مباني جدة ضخمة وبرجية عالية وتحتاج خبرات ومهارات خاصة في التعامل معها في أعمال الترميم، والمشروعات التي تم تنفيذها في الموقع أقنعت اليونسكو ولجنة التراث العالمي بمقدرة المملكة على التعامل مع موقع بهذا الحجم وهذا المستوى من التعقيدات الفنية والحضارية". وأشاد الغبان بالمتابعة المستمرة التي تحظى بها مشاريع جدة التاريخية من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، وصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد محافظ محافظة جده، ومعالي أمين محافظة جده الدكتور هاني أبو راس. وفيما يتعلق بأهمية التسجيل العالمي أفاد نائب رئيس هيئة السياحة أنه يصب أولا في الإعتراف بقيمة جدة التاريخية، وثانيًا في علاقتها بالحج الذي كان عاملا أساسيا مهما في عملية التسجيل، حيث تم تسجيل الموقع على ثلاثة معايير، الأول ارتباطها بالحج ومكةالمكرمة، والمعيار الثاني كونها منطقة تلاقت فيها شعوب من جهات عدة، وكونت ثقافة مشتركة وتراث مشترك، والمعيار الثالث يتعلق بالجانب العمراني، كون مباني جدة التاريخية ذات نمط معماري مميز في منطقة حوض البحر الأحمر. وأكد أن عملية التسجيل العالمية هي عملية بداية فقط، كاشفا عن جهود كبيرة أخرى يجب أن تُبذل للإبقاء على هذا الموقع بالمستوى المطلوب، وإيفاء الالتزامات والاشتراطات التي قدمتها الدولة في ملف التسجيل العالمي بمتابعة حثيثة من مركز التراث العالمي وهيئة السياحة بالتعاون والشراكة مع أمانة محافظة جدة، وأمارة منطقة مكةالمكرمة.