ونحن نسعى لتطوير التعليم العام، ينبغي ألاّ يغيب علينا أهمية تطوير المعلم، ونظرة المجتمع للمهنة، حيث يبدو أن عدوى النظرة الدونية للمعلمين تجاوزت أحمد شوقي -الذي قال كلمته المشهورة (قم للمعلم)- وانتقلت إلى الدول المتقدمة، حيث نشرت البي بي سي، تقريرًا وُصف بالمروّع يذكر أن ثلثي المعلمين في الدول المتقدمة يشعرون أن مهنتهم غير مُقدَّرة في المجتمع. شملت الدراسة الدول المتقدمة الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، المنبثقة من الاتحاد الأوروبي، وتضم أوروبا وأمريكا وآسيا، شملت الدراسة 100 ألف معلم ومعلمة، في 34 دولة، كان المتوسط 35% من معلمي بريطانيا فقط، يشعرون بأن مهنة التعليم مهنة مُقدَّرة ومُحتَرمة من قِبَل المجتمع، بينما تدنّت هذه النسبة إلى 5% فقط في فرنسا وإسبانيا. الوحيدة التي شذت من هذه القاعدة في أوروبا هي فنلندا، 59% من معلميها، بأن مهنتهم لها أهمية، وأن المجتمع يُقدِّر ويعترف بالدور الإيجابي لهم. لو نظرنا إلى الجانب المهم في التعليم، يذكر التقرير، أن أهم عامل في الارتقاء بمخرجات التعليم هو المعلم نفسه. مدى جودة الأداء لديه، ومدى محبّته للمهنة، ومدى شعوره بأن عمله مُقدَّر ومشكور من بقية أفراد المجتمع، لذلك لا نستغرب لو حصلت الدول الآسيوية المتقدمة على نسب عالية في التقرير وصلت في ماليزيا 85% وسنغافورة 67%. لو تمت مقارنة ساعات العمل الأسبوعي للمعلم لعلمنا حجم معاناتهم، ساعات عمل المعلم في اليابان 54 ساعة أسبوعيًّا، بمعدل تسع ساعات يوميًّا ستة أيام، يليها سنغافورة 48 ساعة أسبوعيا، يليها بريطانيا 46 ساعة أسبوعياً، والولايات المتحدة 45 ساعة أسبوعياً، وتقل حتى تصل إلى فنلندا 35 ساعةً، مما يدل أن ساعات العمل للمعلم والمعلمة السعودية التي لا تتجاوز 24 ساعة للتدريس هي الأقل في العالم، وأن هناك مساحة كبيرة لتطوير التعليم عندنا لو تم توجيه الساعات الشاغرة في يوم المعلم أو المعلمة لتطوير المهنة، وعقد ورش عمل تطويرية للطلاب، وقضاء وقت أطول معهم. #للحوار_بقية يحظى التعليم بنسبة عالية من السيدات في كل الدول المتقدمة، وحسب منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تبلغ نسبة المعلمات 68% ومتوسط أعمارهن 43، يعني خبرات متحركة.