لم يتوقع كثيرون أن تشهد الجولة الثالثة الأخيرة من المجموعة الثانية لمونديال البرازيل 2014 لكرة القدم صراعا على الصدارة بين هولنداوتشيلي، فيما تخوض اسبانيا حاملة اللقب مباراة هامشية على غرار المنتخبات المغمورة. فجرت هولندا مفاجأتها الاولى بسحقها اسبانيا 5-1 وتجاوزت تشيلياستراليا 3-1، لكن مشهد المجموعة تبلور بسرعة في الثانية عندما تغلبت هولندا على استراليا بصعوبة 3-2 واطاحت تشيليباسبانيا بهدفين نظيفين. لذا ستتركز الانظار على هولنداوتشيلي على ملعب «ارينا كورنثيانز» في ساو باولو اليوم الاثنين، فيما تأمل اسبانيا ان تودع النهائيات بشرف عندما تواجه استراليا على ملعب «ارينا دي بايكسادا» في كوريتيبا في الوقت عينه، اذ تقام مباراتا كل مجموعة في الجولة الاخيرة من الدور الاول بتوقيت واحد تفاديا للتلاعب بنتائجها. وتصدرت هولندا الترتيب مع 6 نقاط بالتساوي مع تشيلي، لكنها تتفوق عليها بفارق الاهداف (+5 مقابل +4)، لذا يكفيها التعادل لتضمن المركز الاول، وهنا قد تبدأ حسابات الدور الثاني، خصوصا وان وصيف المجموعة سيواجه متصدر الاولى والمرشح ان يكون البرازيل التي ستلعب على ارضها وامام جمهورها. ويحوم الشك حول مشاركة النجم التشيلي أرتورو فيدال لاصابته خلال مباراة اسبانيا، كما هناك احتمال أن يغيب لاعب الوسط الآخر تشارلز أرانغويز بسبب إصابته في المباراة ذاتها في ركبته. كما أن اللاعبين يملكان بطاقة صفراء وفي حال إنذارهما في اللقاء ضد هولندا سيغيبان عن ثمن النهائي ما قد يشجع المدرب الأرجنتيني خورخي سامباولي على إراحتهما. وظهرت علامات السرور والبهجة على وجه فيدال نجم وسط يوفنتوس الايطالي بعد الفوز على اسبانيا: «سنتقدم في هذا كأس العالم حتى نصبح مثار حديث الجميع .. أتمنى أن نتوج باللقب». عندما قاد المايسترو رينوس ميتشلز البلاد المنخفضة من دكة البدلاء في سبعينيات القرن الماضي، ترجم الهولندي الطائر يوهان كرويف فلسفته، فاخترعت الطواحين كرة شاملة استعراضية لا تزال عالقة في الاذهان اورثتها لاحقا لتشكيلات اياكس امستردام وبرشلونة وغيرها، وترجمها الثلاثي ماركو فان باستن، رود خوليت وفرانك ريكارد مع ميلان الايطالي. ويتوقع ان يريح مدرب هولندا لويس فان جال الظهير الايسر برونو مارتنس اندي الذي تعرض لارتجاج دماغي في مواجهة استراليا وسيخضع لايام من الراحة بحسب الاتحاد المحلي، كما غاب لاعب الوسط جوردي كلاسي عن تمارين الخميس وبقي في الفندق، ولم يشارك روبن ونايجل دي يونغ في التمارين بسبب آلام عضلية. اما تشيلي فتعول على «فورمتها» الجيدة راهنا، تألق مهاجمها اليكسيس سانشيس وطاقة مدربها سامباولي. وحققت مهمة بالغة الصعوبة في مجموعة تضم اسبانيا بطلة العالم وهولندا وصيفتها، لكن اللافت انه بعد خروجها من الدور الثاني في آخر مشاركتين لها امام البرازيل في 1998 و2010، تبحث عن التأهل الى ربع النهائي بالذات من الاراضي البرازيلية. تخوض تشيلي النهائيات للمرة التاسعة، وكانت بين المشاركين في نسخة 1930 الافتتاحية، كما تعود افضل نتائجها الى عام 1962 عندما حلت ثالثة على ارضها. سيعتمد البلد الامريكي الجنوبي صاحب الحدود البحرية الطويلة، على اليكسيس سانشيس مهاجم برشلونة الاسباني، ارتورو فيدال القلب النابض ليوفنتوس، وادورادو فارغاس (فالنسيا الاسباني) صاحب الهدف الاول امام اسبانيا. تحصيلية بين اسبانياواستراليا وفي المباراة الثانية، تخوض اسبانيا المباراة «الهامشية» بعد ست سنوات من سيطرتها على المسرح الكروي العالمي بفعل اسلوب «تيكي تاكا» (التمرير القصير والسريع)، ما منحها القاب كأس اوروبا 2008 و2012 ومونديال 2014. من جهتها، كانت استراليا تأمل فتح صفحة جديدة بعد ابتعاد نجوم الجيل السابق هاري كيويل ولوكاس نيل والحارس مارك شفارتزر وبريت هولمان وبريت ايمرتون عن الساحة، لكنها عجزت عن تكرار انجاز بلوغها دور ال16 في المانيا 2006، في ظل استدعاء تشكيلة شابة الى العرس الكروي. وبرغم تسجيله هدفين وانضمامه الى لائحة نجوم سجلت في ثلاثة مونديالات، سيغيب المهاجم المخضرم تيم كايهل (34 عاما) بسبب الايقاف في موندياله الاخير.