لم يتوقع كثيرون أن تشهد الجولة الأخيرة من المجموعة الثانية في مونديال البرازيل 2014 صراعاً على الصدارة بين هولنداوتشيلي، فيما تخوض إسبانيا حاملة اللقب مباراة هامشية على غرار المنتخبات المغمورة. فجرت هولندا مفاجأتها الأولى بسحق إسبانيا (5-1) وتجاوزت تشيليأستراليا (3-1)، لكن مشهد المجموعة تبلور بسرعة في الجولة الثانية، عندما تغلبت هولندا على أستراليا بصعوبة (3-2)، وأطاحت تشيلي بإسبانيا بهدفين نظيفين. لذا ستتركز الأنظار على هولنداوتشيلي في ملعب «أرينا كورنثيانز» في ساوباولو اليوم (الإثنين)، فيما تأمل إسبانيا بأن تودع النهائيات بشرف عندما تواجه أستراليا على ملعب «أرينا دي بايكسادا» في كوريتيبا في الوقت عينه، إذ تقام مباراتا كل مجموعة في الجولة الأخيرة من الدور الأول في توقيت واحد تفادياً للتلاعب بنتائجها. وتصدرت هولندا الترتيب مع ست نقاط بالتساوي مع تشيلي، لكنها تتفوق عليها بفارق الأهداف (+5) في مقابل (+4)، لذا يكفيها التعادل لتضمن المركز الأول، وهنا تبدأ حسابات الدور الثاني، خصوصاً وأن وصيف المجموعة سيواجه متصدر الأولى، والمرشح أن يكون البرازيل التي ستلعب على أرضها وأمام جمهورها. ويحوم الشك حول مشاركة النجم التشيلي أرتورو فيدال لإصابته خلال مباراة إسبانيا، مع احتمال أن يغيب لاعب الوسط الآخر تشارلز أرانغويز بسبب إصابته في المباراة ذاتها في ركبته. واللاعبان يملكان بطاقة صفراء، وفي حال إنذارهما في اللقاء ضد هولندا سيغيبان عن ثمن النهائي، ما يشجع المدرب الأرجنتيني خورخي سامباولي على إراحتهما. تخوض تشيلي النهائيات للمرة التاسعة، إذ كانت بين المشاركين في نسخة 1930 الافتتاحية، كما تعود أفضل نتائجها إلى 1962 عندما حلت ثالثة على أرضها. ويعتمد البلد الأميركي الجنوبي صاحب الحدود البحرية الطويلة، على إليكسيس سانشيس مهاجم برشلونة الإسباني، وأرتورو فيدال القلب النابض ليوفنتوس، وإدورادو فارغاس (فالنسيا الإسباني) صاحب الهدف الأول أمام إسبانيا. إسبانيا × أستراليا وفي المباراة الثانية، تخوض إسبانيا المباراة الهامشية بعد ستة أعوام من سيطرتها على المسرح الكروي العالمي، بفعل أسلوب «تيكي تاكا» (التمرير القصير والسريع)، ما منحها ألقاب كأس أوروبا 2008 و2012، ومونديال 2014. ويتوقع أن تلي المباراة سلسلة من الاعتزالات الدولية، خصوصاً للاعبي وسط ريال مدريد تشابي ألونسو (32 عاماً)، وتشافي هرنانديز (34 عاماً) الذي سرت أخبار عن انتقاله من برشلونة إلى الخليج. المدرب ديل بوسكي الذي منحه الاتحاد الإسباني الثقة حتى انتهاء عقده، قد يعمد إلى تبديلات جذرية لمنح فرصة المشاركة في الحدث العالمي للاعبين الشبان. وتعيد طريقة الإقصاء المؤلمة وحصيلة الفريق الضعيفة (سجل هدفاً واستقبل سبعة أهداف) إلى الأذهان فترات أقل نجاحاً في تاريخ المنتخب الإسباني، إذ غادر من الدور الأول أربع مرات، كان آخرها في 1998. من جهتها، كانت أستراليا تأمل بفتح صفحة جديدة، بعد ابتعاد نجوم الجيل السابق هاري كيويل ولوكاس نيل والحارس مارك شفارتزر وبريت هولمان وبريت إيمرتون عن الساحة، لكنها عجزت عن تكرار إنجاز بلوغها دور ال16 في ألمانيا 2006، في ظل استدعاء تشكيلة شابة إلى العرس الكروي. وعلى رغم تسجيله هدفين، وانضمامه إلى لائحة نجوم سجلت في ثلاث مونديالات، سيغيب المهاجم المخضرم تيم كاهيل (34 عاماً) بسبب الإيقاف في موندياله الأخير.