قبل أن ننتقد الشباب كما تعودنا، ماذا قدمنا لهم؟!، حيث لا نسمع أو نشاهد في وسائل الإعلام ومجالسنا إلا من ينتقدهم.. عملوا.. أو حصل منهم ..إلخ، ومن المعروف أنه سهل أن تنقد والأدهى أن تنتقد، لم أسمع يومًا من الأيام من يتحدث ماذا قدم المجتمع لهؤلاء الشباب - ذكرانًا وإناثًا - وإن حصل فقليل وعلى استحياء ولا نجد شيئًا على الأرض إلا لفترة ولا يستمر؟، فالمجتمع شئنا أم أبينا هو المسوؤل الأول والأخير عن هؤلاء الشباب، فخيرهم وشرهم له، هل نسينا أم تناسينا أن مرحلة الشباب، فترة النمو السريع والاضطرابات النفسية والتغيرات الجسدية والقوة والمراهقة والطموح وعند البعض يصل إلى قرب الجنون، وأن مرحلة الشباب أكثر مرحلة يفسد فيها الإنسان إذا لم يوجه ويستغل شبابه الاستغلال الأمثل، لماذا نلوم الشباب إذا قام البعض منهم بعمل أو تصرف غريب أو لا يليق؟، أنا لا أبرر ذلك أبدًا.. أليس مما يحصل في هذه المرحلة أن الشاب قد يقوم بأمور لا يحسب عواقبها، ويندم عليها إذا تقدم به العمر؟ من جانب آخر لماذا نلوم بعض الآباء وأولياء الأمور أنهم لم يضبطوا سلوك بعض الشباب؟، والسؤال هل هذا الشاب أو ذاك هو ابن لهذه الأسرة فقط؟، أليس هو ابنًا لهذا المجتمع الذي يعيش فيه؟ لماذا نلوم الأسرة على تصرفاته؟، هل نسينا أن بعض الأسر مفككة بسبب وفاة ولي الأمر أو كان عاجزًا أو مريضًا أو فلت منه زمام السيطرة على أسرتة لأي سبب، أو قد شغل بتجارة أو عمل أو وظيفة أو سفر، والبعض الآخر إما جاهل أو مهمل أو هو نفسه يحتاج لمن يوجهه، إذن شبابنا الكل مسوؤل عنهم فهم عماد الوطن وعدة المستقبل، وهم مسؤوليتنا نقدرهم ونوجههم ونستوعبهم ونشغل وقت فراغهم بما يفيد وتفريغ طاقاتهم ويصقل خبراتهم وينمي مواهبهم، يجب العناية بالشباب من قبل كل الجهات الحكومية وبالذات ذات الصلة بالشباب والبنوك والغرف التجارية والشركات والمصانع ورجال وسيدات الأعمال والجمعيات الخيرية ومحبي الخير، فالبلاد بلادنا والمجتمع مجتمعنا والشباب شبابنا، إن صلحوا وهذا المؤمل أو لا قدَّر الله فسدوا فنحن من سيجني ذلك إن عاجلًا أم آجلًا، ولنعلم أن شبابنا فيهم خير كثير ورجال يعتمد عليهم وأهل لكل عمل وطني، يحتاجون فقط أن نتفهم مرحلتهم وأن نقف معهم ونعينهم على زمانهم.