سبق أن ذكرت في أحد مقالاتي أن إصرار بعض المسؤولين على تبني خط سير المعاملات من أسفل الهرم إلى أعلاه كان سببًا في دفع المصالح من التغييب إلى القذف بها في قاع الضياع. ويا كثر ما تناولت أيضًا أثر البيروقراطية في تعطيل مصالح العباد. يا كثرما غيّب الإهمال معاملاتنا، ويا كثر الجهد والوقت الذي يُهدر جرّاء إهمال من موظف لا مسؤول. في أي دائرة حكومية حين يرغب الموظف في التقاعد يرفع الطلب إلى إدارته التي تطلب منه استكمال الإجراءات النظامية بنفسه!! وتُسلّم له نسخة مصورة منها برقم وتاريخ إصدارها، ثم ترفع النسخة الأصلية إلى الإدارة المسؤولة عنه. إلى هنا والأمر نظامي 100%، ولكن الطامة الكبرى حين يُفاجأ الموظف قبل حصوله على التقاعد بوقت قصير أن اسمه لم يُدرج في قائمة المتقاعدين!! والسبب بكل بساطة.. المعاملة مفقودة!!، وعليه أن يراجع شؤون الموظفين للاستفسار عن حالة معاملته. مع العلم أن هذا الموظف كان يتابع بنفسه خط سيرها، إلاّ أنه لم يُعلم مسبقًا بضياعها!!. حتى يتدارك بنفسه أيضًا!! إهمال المسؤولين عن معاملته وعليه أن يتحمل هو مسؤولية البحث عنها بنفسه مرة أخرى!!. من المضحك المبكي أن حالي هذا الأسبوع لا يختلف كثيرًا عن حال هذا الموظف.. ضياع معاملة تقاعدي!!، الذي كنت انتظره بفارغ الصبر. أنا لي صوت أرفعه ليصل إلى المسؤول كما أملك قلمًا لا يخشى في الله لومة لائم، ولكن ما حال مَن لا صوت له، وما حال من ضاعت حقوقه وهو يستغيث بالمسؤول، ولا أذن تسمعه. * مرصد: إدارة التربية والتعليم في مدينة جدة.. هل ترتدي معاملاتنا طاقية الإخفاء؟ ما سبب ضياع المعاملات عندكم؟ أخشى ما أخشاه أن صوتي مثل أصواتٍ أخرى غيري بُحّت ولم تتجاوز حتى صوان آذانكم!!. [email protected]