غمرني وابلٌ من السعادة عند سماعي لخبر إنشاء مصنع سعودي في مدينة رابغ لأغشية التناضح العكسي التي تُستخدم لإنتاج المياه المُحلّاة من البحر!. أغشية عبقرية ومهمّة كهذه، تنزع الملح الأجاج من مياه البحر لتكون مياهًا عذبةً وسائغة، تُحْيِيَ الناس وتروي عطشهم، ونحتاجها 24 ساعة يوميًّا، 7 أيام في الأسبوع، 354 يومًا في السنة الهجرية، أفلا أُسْعَد بصناعتها لدينا بدلاً من المصانع الأجنبية في الخارج، التي لا نضمن ديمومة تعاونها التجاري في أجواء متقلّبة من السياسة والمصالح والأهواء؟. وهكذا مصنع، هو خطوة مهمّة لتوطين صناعة التحلية التي يُقال إنّ نسبة توطينها تتجاوز ال10% بقليل، وهي نسبة ضئيلة لا تعكس المدى الكبير لحاجتنا للتحلية، فنحن بلد صحراوي قاحل ليس فيه موارد للمياه سوى المياه الجوفية التي لا تتجدّد إلّا قليلاً، ولن نستغني عن صناعة التحلية، ربّما لقرون آتية عديدة!. لهذا، أتمنّى من كلّ قلبي أن تُنشأ مصانع أخرى لمواد ومعدّات التحلية الأخرى، سواء المتعلّقة بالمحطّات أو بخطوط الأنابيب، ممّا لا زلنا مأسورين في قبضة مصانعها الخارجية، وما أشنعه من أسْر ينبغي العمل على فكاكنا منه بأسرع وقت!. وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وقبل أن تسكت عن الكلام المباح، بعثت لي برسالة "وطس آب" تقول فيها إنه لو أجريْنا مسابقة لاختيار أهمّ 3 صناعات سعودية جديدة لهذا العام، لكانت صناعة الأغشية من ضمنها، لأنها تُحقّق لنا أمنًا مائيًّا منشودًا، وتقترح شهرزاد على وزارة الصناعة أن تُصنّف أهم 100 مادّة، في قطاع المياه وفي غيره، ممّا نستوردها ولا نُصنّعها، وتُحقّق فيما لو صنعناها كلّ أشكال الأمن التي نحتاجها منها، ضمن برنامج واسع وشامل لتوطين الصناعات، يكون الدور الرئيس فيه لمستثمرينا، خصوصًا المهاجرين بأموالهم للخارج، فالوطن في حاجةٍ لهم أيّما حاجة!. اقتراح سديد يا شهرزاد، لا فُضّ فُوكِ!. @T_algashgari [email protected]