8 أيام تفصلنا عن مونديال البرازيل، وتعود المنافسة العالمية إلى بلاد السامبا بعد غياب 64 عامًا، فالبرازيل التي خسرت كأس العالم على أرضها عام 1950م، وبنجومها الكبار -آنذاك- أديمير (هداف البطولة ب8 أهداف)، وجاير، وزيزينيو، وشيكو كما رصد لنا التاريخ، ثم عاقبت البرازيل العالم بإحرازها بطولتين متتاليتين 58 و62، ثم 70، وبآخر بطولتين عام 1994، و2002، اعتلت القمّة الكروية العالمية ب5 كؤوس، وهو مكانها الطبيعي. فكرة السامبا هي قمّة المتعة والإبداع، سواء أحرزت اللقب أم خسرته، فأفضل منتخبات العالم وأمتعها برازيل 1982م، بقيادة المدرّب تيلي سانتانا، لم تحرز الكأس حينما أبكى الإيطالي باولو روسي عشاق الكرة الجميلة وهو يقدّم إبداعه التهديفي بهاتريك في شباك السامبا، والبرازيلي موهوب بالفطرة، سواء لعب كرة القدم رسميًّا أم لا.. فسانتانا مثلاً لاعب كرة طائرة، وقدّم أروع منتخبات كرة القدم. أنظار العالم تتّجه نحو البرازيل، وتظهر من الحين للآخر مشكلات، ومظاهرات الفقراء حتّى اعتقد البعض أنّ البرازيل مجرّد مصدّرة لنجوم الكرة، علمًا بأنّها تصدّر البن والكاكاو، وتصنع السيارات، والطائرات، والدبابات الحربية، وتصدر الدواجن، ويعتبر اقتصادها من أفضل 20 دولة في العالم. ويحفظ التاريخ للبرازيل أكبر نجومها بيليه، وجارينشيا، وديدي، وزاجالو وجميعهم ضمن قائمة الشرف التي ضمّت إلى جانبهم كارلوس ألبرتو توريس (ليس كارلوس ألبرتو المدرب المعروف)، والثنائي دجالما، ونيلتون سانتوس، وجيرسون، وغيلمار، وجيرزينيو، وبوتيليو، وريفيلينو وريفالدو، وروماريو، وروبرتو كارلوس، ورونالدو، ورونالدينيو، وتافاريل، وتوستاو، وفافا، وزيزينيو، ولأنّ المعيار بطولات وإنجازات غابت أسماء كبيرة نعرفها، و3 أسماء فقط حضرت من مونديال 1982 وهي: الدكتور سقراط، وزيكو، وفالكاو، ولم تسع القائمة المبدع إيدر ولا الفنان لاعب المحور الدفاعي سيريزو، ولا اليساري جونيور. أمّا المنتخب الحالي بقيادة المدرب سكولاري، فنجومه نيمار، وأوسكار، وهالك، والبقية مدافعون. وهنا تأكيد على قلب الموازين الكروية العالمية، فالبرازيل التي كانت تقدّم نجوم الوسط والهجوم، وتعاني من الدفاع والحراسة، تميّزت بهما مؤخرًا، وعادت للإنجازات بعد غيبة طويلة؛ باستثناء آخر نسختين التي لم يقدّم فيهما نجوم السامبا رقصاتهم المهارية، فهل يعود السحرة المهرة للقمّة، ويعوّضون إخفاق 50 لأشهر جماهير تعشق فنون الكرة؟