بعيدًا عن تحديد معنى مصطلح الأوبريت، وما يوجد من خلافات تثار بين حين وآخر حول المعنى الدقيق لهذا المصطلح، أودُّ الحديث عمّا يُطلق عليه عندنا أوبريت، وهو ما يقدّم في العديد من المناسبات الرسمية والثقافية، وبعضها مناسبات موسمية مشهورة تتردد كل عام، وتشتمل عادة على ما يسمّى الأوبريت، حيث رصد كثير من المتابعين الحالة التي وصل إليها هذا النوع من الفنون بسبب التكرار الذي قد يصل بعض الأحيان إلى درجة الاستهلاك، فالمعاني معادة ومكررة، والوجوه التي تؤدّي هي الأخرى مكررة، والحركات والرقصات هي هي، حتى الأزياء والملابس لم تتغيّر لدى عدد من المخرجين. إن كتاّب الأوبريت مطالبون بالتجديد في المعاني والصور والأخيلة، وطرق بناء التراكيب، وطرح جمل جديدة وأوصاف مستحدثة فيها حياة بعيدًا عن العيش على تراث السابقين ممّن نظموا قصائد ومقاطع شعرية وطنية أتوا فيها على مجموعة من المعاني، ولا يزال العقلية قادرة على إنتاج معانٍ أخرى وصور وتشكيلات جديدة من الأفكار، حتى الألحان فإن جزيرة العرب من الثراء بحيث تستطيع توفير ألوان عديدة من الفلكلور والتراث الغنائي الذي يمكن استلهامه بعيدًا عن الوقوع في مأزق الألحان المكررة والرقصات المتشابهة التي تحيل الأوبريتات المتشابهة التي تقدم في عام كامل إلى أوبريت واحد كبير يقسم على مناسبات كثيرة.