ديننا الإسلامي الحنيف، هذا الدين الحق من أهم سماته صلاحيته لكل زمان ومكان وقابل للتطبيق بلا معوقات أو عراقيل أو ملاحظات ولجميع البشر منذ بزوغ فجره بمكة المكرمة حتى يرث الله الأرض ومن عليها، يتميز بالعدل والحق والمساواة، يحرم أكل أموال الناس بالباطل، يأمر باعطاء الناس حقوقها دون نقص أو مماطلة أو تأخير، لا أريد التحدث عن كل ذلك فلست مختصًا، فالموضوع كبير ومتشعب وقد اشبع بحثا ودراسة ولايزال، من العلماء وطلبة العلم الشرعي وأصحاب الاختصاص، لكني أريد هنا أن أحذر من شيء يقوم به البعض، ألا وهو المماطلة والتسويف أو التأخير وإدخال الروتين في صرف بعض أجور ومستحقات خلق الله خاصة ممن يعملون بالساعات أو في الإجازات أو المواسم والمناسبات أو ممن يعملون في الحراسات المدنية أو العمال والمستخدمين والسائقين والخدم، فهؤلاء يشتكي البعض منهم تأخر دفع ماله، أو عند وقوع خلاف بينه وبين صاحب العمل وكان حقه واضحًا جليًا وحكم له، كل هذا يحصل ويتكرر رغم التشريع الإلهي والتوجيه النبوي والتحريم والأوامر من الله تعالى ومن نبيه عليه الصلاة والسلام في مجتمعاتنا الاسلامية بشكل عام – للأسف الشديد – وبالطبع في بلادنا، فقد يحصل ذلك الأمر دون النظر إلى أحقية وحاجة هؤلاء أصحاب الحقوق سواء كانوا مواطنين أو وافدين، فمن الأولى أن يعطى أمثال هؤلاء حقوقهم أولا بأول ولا تنتقص، فهم في أمس الحاجة إليها كي ينفقوا على أنفسهم وحاجاتهم الشخصية، ويزداد الأمر ضررًا إذا كان الحق لمواطن ينفق على أهله وربما والديه أو لوافد وعنده من ينتظره في بلده، وقد قيل "تأخير العدل ظلم" فهل من الحق أو العدل التأخر أو المماطلة في حق أمثال هؤلاء من المواطنين أو الوافدين، هل نسي من يفعل ذلك عقوبة الله تعالى أو نهي رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام عن تأخير حق الأجير، وأنه يجب المبادرة وتسليمه ذلك الأجر أو الحق قبل حتى أن يجف عرقه، حيث قال في حديث صحيح "اعط الأجير أجره قبل أن يجف عرقه" والسؤال هل من يأكل أو يؤخر أو يماطل في تسليم حقوق أمثال هؤلاء وقد جف عرقهم، هل ينتظر حتى يجف ريقه، وقد جف وتعبوا، والله المستعان.