تعوّد المجتمع على نوع عادي من لصوص الأراضي، وهم الذين يقومون بتسوير الأراضي البيضاء خلسة ثم يدعون إحياءها بعد غرس نخلة أو نخلتين أو ثلاثة أو شجرة أو إنشاء خزان أو قاعات وغرف تمهيدًا للحصول على صك إحياء لها، وهذا النوع العادي من لصوص الأراضي فطنت لهم الدولة ممثلة في إمارات المناطق والأمانات والبلديات، وأصبحت فرق التعديات تقوم ليل نهار بإزالة الاستحداثات وتخليص الأراضي الحكومية من فك أولئك اللصوص حتى نشرت الصحف أن ما استعيد من أراضي منهوبة يصل في بعض المدن إلى مئات الملايين من الأمتار، وهذه المساحات الشاسعة المستعادة تمثل الأراضي التي لم يستطع أولئك اللصوص استخلاص صك عليها، أما التي نجحوا في الحصول على صكوك لها فهي أضعاف مضاعفة مما سبق ذكره، ولم يعد بالإمكان استعادتها منهم للأسف الشديد، وقد عزز موقف الإمارات والأمانات والبلديات ما صدر من أوامر سامية من قائد هذه البلاد - يحفظه الله- خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تضمنت توقيف التعدي على الأراضي البيضاء والمحافظة عليها وتسليمها إلى وزارة الإسكان أو إلى غيرها من الوزارات لإقامة مشروعات حيوية عليها، وكانت هذه الخطوة المباركة من هذا القائد المبارك، امتدادًا لأعماله التي تهدف أولاً وأخيرًا إلى محاربة الفساد أيًّا يكن مصدره، ولكن لأن لصوص الأراضي أصحاب حِيَل ومكر، فإن بعضًا منهم نجا إلى حيلة عجيبة يقوم من خلالها بتمشيط وتسوية بعض سفوح الجبال بمعدات ثقيلة، وإذا ما سُئِل عما يفعله زعم أن لديه مشروعًا خيريًا له العديد من الأهداف يريد إقامته على تلك الأراضي البيضاء ابتغاء مرضاة الله، بل إنهم يقومون بتقديم وعود بمنح قطع من تلك الأراضي لعدد من الجمعيات وبمساحات سخية تقربًا إلى الله أيضًا حسب زعمهم، وإذا سُئِلوا عما إذا كانوا لديهم صكوك تملك على الأراضي التي تعمل بها معداتهم أبرزوا صكوكًا لموقع آخر بعيدًا عن الموقع الذي يعملون فيه ويريدون "شفطه"، ومساحته لا تزيد عن بضعة آلاف من الأمتار، بينما الموقع الذين يعملون على نهبه يزيد عن عدة ملايين من الأمتار. وكل ذلك يفعلونه زاعمين أنهم يبتغون به وجه الله. (يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون) صدق الله العظيم. إن الذي دعاني لهذه المقدمة ما بلغني شخصيًا من وجود تعديات في عدد من المناطق المكية منها سفوح وجبال الفيحاء وفي خط الليث وفي بعض المناطق، ولأن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، فكيف يأتي من ينهب الأراضي الحكومية ثم يدعي أنه يفعل ذلك دعمًا للمشروعات الخيرية الأهلية. إن الواجب على لجنة إزالة التعديات أن تتواصل مع أمانة العاصمة المقدسة لمعرفة حقيقة هذا الأمر ومعالجته بقوة وحزم وردع أولئك اللصوص والتشهير بهم دون الالتفات إلى الشعارات البراقة التي يرفعونها وهم يضعون أيديهم على ملايين الأمتار من الأراضي حارمين بذلك وزارة الإسكان وبقية المصالح الحكومية من الاستفادة منها ليُتاجروا فيها باسم الدين والوطن، وهذا الأمر نرفعه لأميرنا الشاب مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة لوضع نهاية للتعديات.. والله الموفق!!. [email protected]