عاد مساء أمس الشاب نايف البلوي، أحد الشباب السعوديين المغرر بهم للذهاب الى سوريا، ويبلغ البلوي من العمر 23 عامًا، قضى شطرا منها يتيم الأب، وكان قبل ذهابه إلى سوريا يدرس الهندسة المدنية في جامعة فهد بن سلطان في تبوك. وتعود فصول قصة عودة نايف من الرحلة المستغرقة قرابة الستة أشهر بحسب رواية أحد أقربائه ل»المدينة» بأنها كانت عبر دولة تركيا وبحسب المصادر نفسها، فإن عودة البلوي مرت بمخاض عسير، حتى تمكن من الهرب باتجاه الحدود التركية، قبل أن يشق طريقه نحو سفارة المملكة في العاصمة التركية أنقرة، التي سهلت له الكثير من الاجراءت والقيام بواجبها المؤمل منها بعد ما استصدرت له جواز سفر جديدا، وأنهت إجراءات سفره للمملكة بعد الحفاوة والترحيب التي تلقاها من بعثة خادم الحرمين الشريفين بدولة تركيا. وأوضح مصدر ذات صلة مقربة من نايف، المغرر به أن محاولات عودة نايف البلوي كانت منذ المهلة التي طرحتها حكومة خادم الحرمين الشريفين لجميع المقاتلين في الخارج، وكانت مدتها أسبوعان، وانتهت منذ نحو شهرين. وأوضح أنه تعثر مجيء البلوي في حينها بسبب الاحتياطات التي اتخذتها الجماعات المقاتلة هناك قطعًا لطريق المفكرين بالعودة إلى بلادهم من السعوديين، إذ نقلت هذه الجماعات مقاتليها السعوديين إلى مناطق في وسط وشرق وجنوب سوريا، بعيدًا عن مناطق الهرب السهلة نسبيًا على الجانب التركي. من جانبهم قدم أهالي نايف البلوي عبر «المدينة» شكرهم لحكومة خادم الحرمين الشريفين وما يقدمونه لكل المواطنين داخل وخارج المملكة وبالأخص هذه الفئة المغرر بهم ومحاولة احتوائهم وتقديم الخدمة لهم من قبل السفارات السعودية بالخارج وتسهيل إجراءات وتذليل العقبات والصعوبات التي تقف عثرة أمام عودتهم الى أرض الوطن. من جانبه قال سفير خادم الحرمين الشريفين في تركيا عادل بن سراج مرداد في حديث هاتفي ل»المدينة» أمس الاثنين نحن في سفارة المملكة العربية السعودية لدى أنقرة نستقبل كل المواطنين السعوديين الذين كانوا يحاربون في سوريا ممن يرغب منهم العودة إلى المملكة لتقدّم لهم المساعدات كافة. وأوضح السفير السعودي في تركيا، عادل مرداد أن المحاربين السعوديين يستطيعون العودة إلى البلاد بعد تقديم طلب للسفارة التي ستتكفل بإقامتهم وتذاكر سفرهم، وتأمينهم حتى يصلوا إلى المملكة، بالسرعة الممكنة. ويتم تقديم طلب العودة إما بشكل شخصي أو عن طريق ذويهم، وقال مرداد: إن «أساس عملنا تسهيل عودة السعوديين سواء المغرر بهم أو غير المغرر بهم في جبهات القتال بسوريا أو سعوديين عاديين أو حتى مطلوبين من الحكومة حيث تم إعادة العديد من سوريا». وفي الصعيد ذاته حذرت المملكة المواطنين من السفر لسوريا ونصحت المواطنين السعوديين الموجودين في سوريا بالعودة إلى المملكة، وذلك نظرًا للتصعيد الخطير الذي تشهده الساحة السورية.