يشتكي كثيرون من سعال مزمن يشتد خلال الليل وعند الخلود إلى النوم، يضطرهم إلى الاستيقاظ بنوبات سُعال متكررة، تعكّر عليهم صفو نوم هادىء ومستقر، نظرًا لتغيّرات حيوية وهرمونية، وسلوكية، ومَرضيّة، يتميز بها النوم أثناء ساعات الليل منها: أولا - الإفرازات الخلفية للأنف: نتيجة فرط حساسية الأنف والجيوب الأنفية، وأعراض تغيّر الصوت و"التنحنح" المتكرر، لتخليص الحلق ومجرى الأنف الخلفي من الإفرازات المتراكمة نتيجة الاحتقان المُزمن ووضعية الاستلقاء. ومع الوقت، تتهيج الأغشية المخاطية والحبال الصوتية وحتى الشعب الهوائية، وينتج السعال الجاف خاصة خلال النوم. ثانيا - الرّبو الشُّعَبي: ويتسبب في كثير من الأحيان في نوبات سعال أثناء الليل (الرّبو الليلي)، تدل على سوء التحكّم في أعراض هذا المرض، حيث قد يعاني 70% من المصابين بالرّبو الشُّعَبي من نوبات سعال وضيق تنفس وصفير صدر، ترتبط بتململ ورداءة النوم، والإرهاق والنعاس أثناء النهار. ثالثًا - الارتجاع المَعِدي المريئي: ويصيب قريبًا من 75 % من الأشخاص بدرجات متفاوتة، نتيجة فرط إفراز حامض المعدة وارتخاء صمام المريء السُّفلي بدرجة أكبر أثناء النوم، مما يؤدي إلى اشتداد أعراض الارتجاع، ليستيقظ بعضهم بحرقة في الصدر، ومرارة في الحلق، ونوبات سعال أو حتى اختناق (شرقة)، تبعًا لتهيج الشعب الهوائية بطريقة غير مباشرة، تأثرًا بوصول حمض المعدة إلى المريء وتجويف الحلق. رابعًا - التهاب الشُّعب الهوائية: ومن أنواعه الناتج عن عدوى فيروسية أو بكتيرية، والمرتبط بالتدخين المزمن ومرض "التهاب الشعب الهوائية الساد المزمن" وأعراض السعال المصحوب ببلغم أثناء الليل وعند الاستيقاظ، تبعًا لتهيج مجاري الهواء وتجمع الإفرازات الكثيفة أثناء ساعات النوم. خامسًا - انقطاع التنفس أثناء النوم: وهو أحد أخطر الأسباب التي تؤدي إلى السعال الليلي، بأعراض نوبات الاختناق خلال النوم لدى كثير من المصابين بالبدانة، وارتخاء سقف الحلق، وارتفاع ضغط الدم إضافة إلى أعراض الشخير ورداءة النوم، وفرط النعاس خلال النهار. وللوصول إلى علاج ناجع للسُّعال أثناء الليل، يتوجب على الطبيب المختص إجراء فحص طبّي شامل بعد أخذ التاريخ المرَضي بدقة، والاهتمام بجميع الأسباب والعوامل المتضافرة، وتجربة واحد أو أكثر من الوسائل الوقائية ومجموعة العلاجات المختلفة حسب الأسباب، تحاول إنهاء المعاناة من هذا الزائر الثقيل أثناء ساعات الراحة بالليل. [email protected]