«الروح الخالدة».. فيلم هندى يصوّر عازف الطبلة «أوني» العازف المتمرّس والشغوف بالطبلة، فهو يمتلك منذ الصغر الإحساس بدقات الطبلة واحترافية شديدة في تنوّع صوت الدقات من سريع متناغم إلى بطيئ رصين، وهو في ذلك يشعل حماس الفرقة والراقصين على إيقاع دقات الطبلة ورشاقة أصابعه في الدق وتغيير إيقاع نغماته، ويجعل راقصة الفرقة تقع أسيرة نغمات دقاته مما يجعلها تقع في غرامه ويبدآن قصة حب تعزّزها دقات طبلته ورقصاتها وإحساسهما الفياض في الانسجام على إيقاع طبلته ويجعلهما يقعان في الحب ويتزوجان، وبذلك يحققان التكامل في الفرقة معًا وفي البيت معًا، إلا أن شدة ولع «أوني» بالإيقاع والعزف تُبعده عن زوجته ومحبوبته فهو كثير الترحال وراء المناسبات والأفراح التي تتيح له مزيدًا من العزف دون مراعاة واجباته الأسرية ودون مراعاة لبيته وزوجته التي تحبه إلى حد أنه بدأ يعاني ألاما في أصابعه من شدة إسرافه في العزف، وأيضًا أصيب بحالة نفسية مرضية من شدة اهتمامه بالنغم والدق على الطبلة دون مراعاة لقدرته البدنية، مما يدفع زوجته واصدقاؤه للابتعاد عنه إلى أن ينتهي به الحال إلى الانتحار. فقد سيطر عليه ولعه بالنغم فاختلط ولعه بالنغم مع مشاعر الحب التي يكّنها للراقصة «ناليني» وخلله النفسي الذي يعاني منه ومشاعر الغيرة والحقد مما يدفعه نحو النهاية المحتومة. الفيلم يصوّر التقاليد الهندية في الموسيقى والرقص وتنوّع الموسيقى حسب المناسبة التي تُعزف فيها، وأن هاجس الفن إذا سيطر على إنسان دون ضوابط قد يؤدي إلى هلاكه. مدة عرض الفيلم 146 دقيقة إنتاج 2013، وإخراج «شاجي ان كارون» الحاصل على عدة جوائز منها جائزة شارلي شابلن في مهرجان أدنبرة في بريطانيا عن فيلم «بيرافي» سنة 1988 كما تم اختيار فيلمين لنفس المخرج للعرض في مهرجان كان السينمائي هما «سواهم» و»فنابر استام» وهي أسماء هندية وقد فاز فيلمه «فنابر استام» بجائزة أفضل فيلم في مهرجان الهند السينمائي الدولي. تمثيل «لاكشمي» في دور العازف، وجايارام في دور الراقصة التي تتزوج من العازف ثم يفترقا. موسيقى ايزاك توماس وسريفالسان وأديان وهم موسيقيون من الهند، وقد اعتمد الفيلم على إيقاع وموسيقى هندية شديدة المحلية مما أكسب هذا الفيلم نكهة وإحساسًا خاصًا مميزًا. * ناقدة ومخرجة سينمائية