الفرق بين أمة تبني حضارة، وبين تنظيمٍ يسعى عمدًا إلى أن يهدم حضارة أمة كالفرق بين اللونين الأبيض والأسود، وبين الحسن والقبيح. لأول مرة في تاريخ الأمة الإسلامية، ومنذ الغزو التتري لم يشهد العالم أجمع تنظيمًا إرهابيًّا كتنظيم حاول أن يقلب الموازين، ويسعى عبثًا أن يخربها ويجلس على تلها!. في عام 1945م قام أدولف هتلر النازي بحرق اليهود.. ولو كان بيننا اليوم، وشهد ما فعله تنظيم الإخوان الإرهابي في الإسلام والمسلمين لقال بعلو صوته: «غلبني تنظيم الإخوان»! تنظيم الخيانة، والتزييف، والمسلك الغبيّ المتجذر في توجهه وفكره ونهجه بكل المقاييس، سلك شريعة الغاب التي استوطنت جميع مفاصل حياته، ومَن سلك مسلكهم لا يعلم -عن حمق- أنّها لن تفترس إلاّ مَن عاش فيها، واتّبع طريق ذئابها. في وقت غيّبت عنا غفلة حسن الظن بهذه الجماعة البغيضة حقيقة ما يُحاك ضدنا، أراد الله لهم سوءَ الخاتمة، حين اتّضح أن ما يرمون إليه كان يبعد تمام البعد عن الإسلام، ولا يمتُّ له بصِلَةٍ. لا يعلم تنظيم الإخوان أن حيلة إذكاء نار الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، والتواطؤ الخسيس مع العدو ضد المسلمين، كانت هدايا من الله وضعها بين أيدينا على طبق من ذهب حتى نتّحد.. وقد كان -ولله الحمد والمنّة- على ما كان منكم.. فموتوا بغيظكم. إن الوحدة العربية التي كنا ننشدها أزمانًا عديدة نراها اليوم حقيقة ماثلة أمامنا، وبين أيدينا، فالوطن العربي الذي خطط تنظيم الإخوان لتفكيكه يقف قادتها اليوم يدًا واحدة كالجبال الشامخة التي لا تؤثر في وحدتها وتماسكها ومواقفها رياح عابرة. أمام كل تلك الحقائق التي شهدناها جميعنا، وبهذا الاتحاد العروبي المجيد.. هل وعيتم المحرقة التي أوقعتم أنفسكم، وعشيرتكم بها؟!. [email protected]