تفاجأتُ كغيري بما يُؤلم ويحدث في حياة بعض الرياضيين في بعض الأندية الرياضية سواء في كرة القدم أو الألعاب الأخرى، وهو خبر تناول بعضهم شرب الحشيش والمسكرات وغير ذلك، وقد اطلعتُ على عدد من المقالات نُشرت بالصحف لبعض الكُتّاب يتناولون هذا الموضوع، ويُطالبون بمحاصرة من يتناولون هذا الداء الفتاك بالكشف الدوري عليهم، كتب الله لهم الأجر، والحقيقة أن هذا أمر مؤلم حقًّا أن نجد ممّن يُمارسون الرياضة يتّجهون لتناول الحشيش، وهو يجمع بين الحرمة والهلاك لمن يتناوله، وهو يدخل في المسكرات.. يقَول النَّبِي صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم (كل مسكِرٍ خمرٌ وَكُلُّ خَمْرٍ حَرَامٌ).. (ويقول شارح الحديث إنه يتَنَاول كل ما يسكِر، ولَا فَرق بين أَن يكون المسكِر مأْكولًا أَو مشروبًا؛ أَو جَامِدًا أَو مائعًا، فَلَو اصطَبغَ كَالخَمرِ كان حراما ولَو أَمَاع الحشِيشةَ وشرِبها كَان حرامًا، ويضيف الشارح، أَمَّا قَوْلُ الْقَائِلِ: إنَّ هَذِهِ مَا فِيهَا آيَةٌ وَلَا حَدِيثٌ: فَهَذَا مِنْ جَهْلِهِ؛ فَإِنَّ الْقُرْآنَ وَالْحَدِيثَ فِيهِمَا كَلِمَاتٌ جَامِعَةٌ هِيَ قَوَاعِدُ عَامَّةٌ وَقَضَايَا كُلِّيَّةٌ، تَتَنَاوَلُ كُلَّ مَا دَخَلَ فِيهَا، وَكُلُّ مَا دَخَلَ فِيهَا فَهُوَ مَذْكُورٌ فِي الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ بِاسْمِهِ الْعَامِّ، وَإِلَّا فَلَا يُمْكِنُ ذِكْرُ كُلِّ شَيْءٍ بِاسْمِهِ الْخَاصِّ (انتهى). توعية وتوجيه فينبغي عدم التهاون في ذلك وتوجيه هؤلاء الرياضيين خاصة، وأن بعضهم تصل إلى يديه الأموال، وهو صغير، ويؤدّي ذلك ربما لانحرافه، فلابد أن تهتم الأندية بلاعبيها، وتعقد لهم المحاضرات الشرعية والصحية التي توضح لهم مخاطر مثل هذا الداء الفتاك، وغيره من الأضرار التي قد يقع فيها نتيجة لاقترانه بأصدقاء السوء، فيؤدّي ذلك لانحرافه، وللأسف إن كلمة محشش أصبحت متداولة بيننا بشكل كبير، وكأنها كلمة عادية، وقد تكون دارجة في النكت أكثر حتى أن بعض الأطفال يتداولونها، وهم لا يعرفون معنى ذلك، فينبغي أن يكون هناك توعية بهذه الأخطار في وسائل الإعلام؛ من صحافة، وإذاعة، وقنوات فضائية خاصة الرياضية، لأنها متابعة من أعداد ليست قليلة من الشباب، إن لم يكن الأغلبية (صغارًا وكبارًا)، فأسأل الله أن يصلح أحوال لاعبينا، ويوفقهم لما يُحب ويرضى، ويقيهم شر هذه الأضرار المهلكة لهم، وجزى الله خيرًا الرياضيين الذين نبّهوا لهذا الداء الفتاك، وأخص بالذكر الكابتن فؤاد أنور، بارك الله فيه على مبادرته الرائعة في هذا الجانب، ونتمنى من بقية النجوم الكبار الذين لهم سمعة طيبة أن ينصحوا زملاءهم بأن يبتعدوا عن هذه الأضرار، ويعلموا حرمتها شرعًا وخطرها الصحي عليهم.