رضينا أم أبينا الاتحاد مجبر على ظروفه، ولن نتحدث عن مغامرة القروني، وأتمنى ألاّ يندم الاتحاديون! نعم القروني مدرب له من التاريح سطور عريضة، ولكن الاتحاد اعتلالاته تكمن في أشياء كثيرة، أهمّها الاستقرار الفني، والصبر على مدرب قدير يمكنه أن يصنع نوعية متميّزة للمنافسة، وكاريزما قادرة على تخطّي كل العقبات التي تواجه الفريق، وإعادته إلى سابق العهد، نعم الأدوات موجودة، ولكن الأمر يحتاج إلى فكر وإصرار وتصميم وإستراتيجية وأسس، فاستقدام مدرب كبير وخبير، ومنحه الصلاحيات، وبمدة طويلة، وبصلاحيات واسعة ستقود الاتحاد إلى النجاح، ودعونا من أن تجارب الشباب فاشلة في هذا الاختيار، أو غيره من الأندية، الاتحاد يحتاج إلى بناء فكري وتثقيف احترافي للاعبيه، وهو أمر يفتقده اللاعب السعودي، وإستراتيجيات الأندية الكبيرة تعتمد الاستبقاء على تجربة واحدة، شريطة أن يتم تبني فكر واحد، وحمايته من أي منغصات، واحترام فكره وتقدير عمله، وتدوير الشروط حول مثل هذه التعاقدات بطريقة تحمل ميزة الضرر والضرار، ومن ثم الانطلاق في مسار واضح المعالم، وبآلية تحترم اللاعب والمدرب والإداري، ورجل المدرج، حتى يرقى العمل إلى ذروة النجاح، وحينما أقول احترام اللاعب أتذكر ما يحدث الآن مع قائد برشلونة بيول ذلك النجم الكبير الذي حمل ما حمل من بطولات، وساق أمجادًا لا حصر لها للكتالوني، واليوم بات عليه أن يغادر هذه القلعة، ولكن بطوعه وباحترام كبير ربما ليس له مثيل، وكذا ما حصل مع قائد الريال المهيب راؤول الذي اختار طوعا الخروج واللعب خارج الديار، ولكن لم يجرؤ أحد على الإقلال منه، أو إجباره على الرحيل، ليشعر الآخرون بالأمان، ويستطيع الصغار الاطمئنان على المستقبل، رغم أن الاحتراف والعرض والطلب القاسم الأعظم في بقاء أو ابتعاد أي نجم، ومن هنا ودون الغوص في أعماق ما ينتظر أن تكون عليه تجربة أو مغامرة القروني، أود القول إن التجربة مخيفة، ويجب امتطاء جواد الصبر على النتائج، وجعل أي خسارة بمثابة إعداد للموسم الجديد؛ لأن القروني لن يفعل المستحيل، ولن أقلل من الرجل، أو من المجهودات التي يقوم بها البلوي، وأعتبره شجاعًا بكل المقاييس، ويجب أن لا يقف على رصيف الحدث السيئ -لا قدر الله-. وأعاود القول: إن البلوي أشجع الاتحاديين، ولن ينسى له الاتحاديون أنه أنقذ الاتحاد من مصائب كادت ربما تلغيه تمامًا عن خارطة الوجود، وأجري وأجركم على الله.