كشف المؤرخ والباحث التاريخي مازن السقاف في حديثه ل»الأربعاء» عن بعض كواليس مهرجان جدة التاريخية، التي اختتم فعالياته مؤخرًا، مشيرًا إلى أن الإعداد للمهرجان استغرق قرابة ال(40) يومًا، بالشراكة ما بين «مقعد جدة»، و»أيامنا الحلوة»، واللجنة المنظمة، مشيرًا إلى أن أعضاء المقعد لم يكونوا شركاء عاديين فقط بل كانوا شركاء تنفيذيين على مدى 50 يوما شهدوا فيها الإعداد والتنفيذ للمهرجان الأول للتاريخية.. الكثير من التفاصيل حول ما جرى في مهرجان جدة التاريخية في سياق هذا الحوار القصير مع الباحث مازن السقاف.. تنظيم راقٍ * على ضوء مشاركتك في تنظيم أول مهرجان جدة التاريخية.. كيف تقيم هذه التجربة في دورتها الأولى؟ أستهل حديثي بشكر الله على أنه تم بالدمج الذي حدث ما بين إحدى الشركات الرائدة في تنظيم المهرجانات وبين مقعد جدة وأيامنا الحلوة كمستشارين للمهرجان، وفي الحقيقة الشركتان اجتمعتا على إعداد مهرجان يليق بالمنطقة بشكل عام، والغريب في الأمر أنه لم يسبق حتى على مستوى العالم أن ينظم مهرجان في مدة قياسية مقدارها 40 يوما ويكون على مستوى عالٍ من التنظيم والذي تضمن الإعداد للأوبريت ولوحاته وكيفية تنفيذ الفعاليات والإشراف عليها إلى جانب إصلاح الرواشين ومحاولة إحياء بعض البيوت القديمة في المنطقة من خلال إعادة الحياة إليها من جديد لتحكي لزوار عن التفاصيل العديدة التي تضمها جدة، فقد بذل جهد كبير في سبيل إخراج المهرجان بصورة مميزة لتحقق الأهداف القائم عليها ومن أهمها محاكاة الماضي من خلال إحياء القديم وما شاهدناه من نسبة رضا لدى الجميع من الزوار من الرجال والنساء والأطفال يعد دلالة على نجاح المهرجان الأول لجدة التاريخية والتي تستحق المزيد والأفضل خلال الأعوام والأيام القادمة، ولا يفوتني هنا أن أشيد بالدور الكبير الذي قام به العمدة ملاك باعيسى في سبيل تذليل الصعوبات وإنجاح المهرجان حتى وصل به الحال إلى المكوث في المنطقة والسكن فيها لمتابعة العمل والإشراف عليه، وكما شاهد البعض وضوح الترميم على العديد من المباني التي صرفت عليها المبالغ الكبيرة والتي تتجاوز المئات من الآلاف، وكذلك أشيد بالدور الذي قام به عمال النظافة طوال الأشهر للحفاظ على المنطقة ولا استثني بهذا الحديث الجهود العظيمة التي قامت بها مختلف الجهات في سبيل نجاح المهرجان وظهوره بهذا الشكل المميز. جهود شبابية * وماذا عن مشاركة الشباب وتطوعهم في المهرجان؟ من أسباب نجاح المهرجان هو وجود الشباب والشابات الذين كرسوا وقتهم وجهدهم للتعاون مع المنظمين في الإعداد الجيد، وأكثر ما أسعدني هو مشاهدة المتطوعين منهم والذين كانوا شعلة من النشاط طوال الأيام الماضية ويعود لهم الفضل في إحياء الكثير من التفاصيل والفعاليات الممتعة للمهرجان. مقعد جدة * شاركت في المهرجان بصفة استشاري للجنة المنظمة.. ما هي مكامن القوة التي حرصتم على تزويدها للجنة؟ الأوبريت بشكل عام من الرواية إلى المتابعة الدقيقة لتصميم لوحاته المنوعة والجهد الكبير خلف الكواليس من وجهة نظري أقوى جانب عملنا على إعداده طوال الفترة وذلك لكونه يلخص الحياة القديمة للمنطقة منذ نشأتها حتى وقتنا الحالي، ويمكنني القول: إننا كمقعد جدة لم نكن مستشارين فقط، حيث كنا مستشارين تنفيذيين كذلك مع اللجنة المنظمة، ومن المهم أن أشير إلى أن مقعد جدة وأيامنا الحلوة منذ بدايته وهو يفتح أبوابه لكل المهتمين بالتراث من داخل المملكة وخارجها، كما أن المقعد يمتلك العديد من الوثائق النادرة من المؤرخين والباحثين ومعظمها عن مدينتي مكةالمكرمةوجدة. انطلاقة حقيقية * إلى أي حال سيؤول وضع المنطقة التاريخية بعد المهرجان؟ مقعد جدة وأيامنا الحلوة تمكن خلال سنة واحدة أن يقدم ما لم تقدمه العديد من الشركات والمؤسسات طوال السنين الماضية، والمجموعة - ولله الحمد - تسير وفق روية وأهداف محددة في المستقبل القريب سنقوم باجتماعات مختلفة مع هيئة السياحة والآثار وأمانة جدة وبإذن الله لن نتوقف لأن المهرجان يمثل لنا الانطلاقة الحقيقية للحفاظ على المنطقة التاريخية. طلب مستجاب * هل ستستجيبون لطالبات الزوار باستمرار تنظيم هذا المهرجان سنويًا.. وهل ستزيد أيام فعالياته؟ كانت الإشارات الأولى للمهرجان توحي بأن إعداده سيكون لعام واحد فقط ولكن بعد تحقيقه لهذا النجاح تلمسنا رغبة المسؤولين وتوجيههم لاستمراره لسنوات قادمة، وبخصوص التوقيت باعتقادي أن العشرة أيام كانت مميزة وكافية.