من حق بقية العالم أن يتساءل كيف يفتح العالم أبوابه في تأشيرة سياحة مفتوحة لمدة سنة، أو خمس سنوات، بينما ندخل بلدكم لحج، أو عمرة، أو بموافقة زيارة عمل مشروطة، بدعوة مباشرة من شركة أو مؤسسة؟ لماذا لا تعاملوننا بالمثل؟ للإجابة عن هذا السؤال، كشف تقرير حكومي نشرته جريدة الحياة، عن عدم استقبال السعودية سائحاً أجنبياً واحداً في العام 2013، وأن أكثر من عشرة ملايين تأشيرة أصدرتها السعودية العام الماضي خلت من أية تأشيرة سياحية، وكان معظمها للعمرة، أو الحج، والقليل زيارة عمل، واعتبر مسؤول بارز في الهيئة العليا للسياحة أن غياب التأشيرة السياحية السعودية خلال عام أمر طبيعي، لأننا لا نستهدف إلا السائح المحلي، ونحن غير مهتمين بالسائح الأجنبي في المرحلة الحالية. قبل ثلاث سنوات، كانت تصريحات الهيئة العامة للسياحة والآثار مختلفة، حيث قالت في تلك الفترة، أنه تم تفعيل تأشيرة السياحة، وأصبحت مطبقة فعلياً للراغبين في القدوم إلى المملكة بغرض السياحة في 65 دولة على أن يكون ذلك على شكل مجموعات، بحيث لا يقل عدد المجموعة عن 4 أشخاص كحد أدنى، وتبذل الهيئة العامة للسياحة والآثار في السعودية جهوداً لتعزيز إيرادات السياحة في البلاد، بهدف تعزيز مشاركتها في الناتج المحلي للمملكة، ومع ذلك تعثرت تلك التأشيرة، واختلفت تصريحات الهيئة، بدون معرفة للسبب. ومن المفارقات، أن دول مجلس التعاون الخليجي تبحث إمكانية اعتماد تأشيرة دخول موحدة للسياح الأجانب والمقيمين بدول المجلس لتسهل لهم التنقل بين دول المجلس الستة بحُرية، وأوضح اتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي أن الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي قامت برفع مشروع دراسة أعدها الاتحاد بشأن تطبيق تأشيرة سياحية موحدة بين دول المجلس إلى وزراء الداخلية في المجلس للبت فيها، فمن نصدق، مجلس التعاون؟ أم هيئة السياحة التي لا ترى لهم ضرورة حالياً؟ وبعد ضبط نظام الإقامة، وحملات مكافحة التستر وإخراج المتخلفين، أصبحت قدرات السلطات الأمنية أكفأ للتعامل مع السياحة الخارجية. #للحوار_بقية أصبح العالم قرية إلكترونية مفتوحة، وكل وسائط الاتصال تقرب بينها بحرية، وحان الوقت للتفكير بجدية في فتح تأشيرة السياحة العامة للمملكة.