سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أرامكو والإثراء المعرفي كم معلومة رسخت في أذهان الصغار وسط الدهشة والانبهار، بدلاً من المعلومات الجامدة التي تُحشى بها رؤوسهم في المدارس ثم لا يبقى لها أثر كقبض الريح!
منذ بداية انطلاقة مهرجان إثراء المعرفة الذي تقيمه شركة أرامكو السعودية كجزء من برامج مركز الملك عبد العزيز الثقافي الذي انشأته أرامكو في الظهران، وأنا لم يخطر ببالي أني سأكون من زواره أبداً، لأسباب شخصية بحتة ليس لها علاقة بالمهرجان ولا موقعه ولا فعالياته، ربما نوع من الإحباط أو الخوف من الفوضى وقلة التنظيم وصعوبة الوصول كما يحدث في الفعاليات الكثيرة التي تحظى بإقبال جماهيري ،فتحدث كوارث الفوضى وعدم التنظيم وتبدد الجهود هباء، وتلوم نفسك ألف مرة على هذه الخفة والرعونة التي أوقعتك في هذه الورطة بعد أن تكون الفأس وقعت في الرأس. أمام دعوة محفزة من الرائعة الفاتنة د/ فاتنة شاكر، شددتُ أزر عزيمتي برفقة ممتعة ربما تخفف من مفاجآت التنظيم، لكن الحقيقة أني لا أستطيع أن أعبر عن دهشتي وانبهاري بما رأيت وعايشت في تلك الرحلة الممتعة التي تجولنا خلالها بين أقسام المهرجان، ولا يمكن أن أصف كل ما رأيت، ولا يمكن تلخيص الصورة في كلمات، كان حقاً " إثراء المعرفة " معلومات وافية موجزة في كل زاوية وأمام كل منصة عرض بالإضافة الى العروض الإبداعية المتميزة لفرق مدربة على أعلى مستوى. تنظيم شديد، ومع هذا لا تشعر بالقيود التي عادة يشعرك بها بعض من يقوم بمهمة الأمن. أوقفنا السيارة أمام البوابة مباشرة، وكأن المكان خالٍ تماماً، لكن الأمر غير ذلك، لأن المكان مكتظ بالزوار، والطوابير طويلة أمام العروض لكن في منتهى الانضباط. المفاجأة التي جعلتنا نتفكر في هذه الظاهرة الغريبة لزوار المهرجان، حيث فوجئنا بالأسر تملأ الساحات داخل نطاق المهرجان، ومعها كل مستلزماتها وكأنها في رحلة برية، تجلس متجاورة دون ضجيج، دون فوضى ربما لأن الدنيا ربيع والجو بديع، أو لأن بعض الفعاليات تحتاج الى تسجيل الاسم وانتظار الدور! هؤلاء هم أولئك " مواطنون " أو هم من " الشعب السعودي" الذين - كما يدعي بعض المسؤولين– لا ينفع معهم شئ، وأنهم مسؤولون عن الفوضى والمخلفات والتخريب والضجيج، قلت في نفسي: سبحان الله، من أين هبط هؤلاء؟! أقصد كل تلك الأعداد الغفيرة من زوار المهرجان، هل هبطوا من كوكب آخر، أم أن العمل المتقن يتقن فن إدماج كافة العناصر البشرية والمادية لترسم ذلك المشهد المدهش حد الإبهار الذي رأيته في مهرجان إثراء المعرفة. شعرت بالندم على الأيام التي أهدرتُها بتأخري في الذهاب لرؤية ذلك الجهد الجبار الذي نفتقده في مهرجاناتنا وفعالياتنا الثقافية التي " تغرق في شبر مويه " كما يقولون! استقبلنا المهندس الخلوق صالح السلمي أحد المسؤولين تطوعاً، الذي يسر لنا جولة ثرية وممتعة في أقسام المهرجان: ( قهوة الفن ، ألف اختراع واختراع، معرض كفاءة الطاقة ) كما وفر لنا فرصة الالتقاء بمدير برنامج أرامكو السعودية للإثراء المعرفي ومدير مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي عمر بدر، الذي وقف معنا بكل بساطة وتواضع يشرح لنا أموراً كثيرة حول وعن المهرجان وكيفية استقطاب المتطوعين والمتطوعات عن طريق التسجيل الإلكتروني، وتنمية مهاراتهم وصقل مواهبهم عن طريق الدورات التدريبية لرفع كفاءة المتطوعين، وهو ما لمسناه عملياً من خلال تقديم المعلومة بطريقة جذابة وإدارة الحشود وتنظيم الطوابير، كما حدثنا عن المحطات القادمة للمهرجان، ومركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي وهو مبادرة من شركة أرامكو السعودية لتحفيز الإبداع لأجيال المستقبل من خلال برامج ملهمة ومبتكرة تخدم مختلف شرائح المجتمع وتغذية المعرفة في كيفية ربط الماضي بالمستقبل وربط منطقتنا بالعالم لإثراء الفكر والخيال. ماراثون المعرفة، ابتكار المتطوعات، لاستغلال الفترات الزمنية بين العروض، أمام معرض كفاءة الطاقة وهذا المعرض الذي اكتشفت فيه جهلي بأبسط الأمور لتوفير الطاقة داخل المنزل. ألف اختراع واختراع يحكى تاريخ ألف عام من الإنجازات العلمية والثقافية في الحضارة الإسلامية التي امتدت من جنوبأسبانيا الى الصين منذ القرن السابع ميلادي عن التراث العلمي والأدبي للعرب شباب وشابات يمثلون تاريخ الحقب التاريخية المختلفة ويتحدثون بلسان الشخصية ويرتدون الأزياء التراثية الجميلة التي أبهرت الجميع، وخصوصاً الأطفال رأيتهم ينظرون والدهشة تملأ عيونهم وهم ينصتون باهتمام. كم معلومة رسخت في أذهان الصغار وسط الدهشة والانبهار، بدلاً من المعلومات الجامدة التي تُحشى بها رؤوسهم في المدارس ثم لا يبقى لها أثر كقبض الريح! في قهوة الفن، رأيت الصغار والكبار منهمكين في الرسم وتعلم الخط، علمت أن بعض الزوار يأتون يومياً لتعلم أنواع الخط العربي على أيدي خطاطين مبدعين، كذلك مسابقات الرسم، ومعرض أسماء الله الحسنى. كل شئ مبهر ومدهش حرضني على قبول دعوة لحضور مسابقة العروض الإبداعية لمشاريع الشباب والشابات، يوم الأربعاء من 1- 5 مساء، أسعدتني العروض المبتكرة وسعدت بلقاء الكاتب نجيب الزامل والصديقة الكاتبة وسيدة الأعمال د/ عائشة نتو من أعضاء لجنة التحكيم. شكرا أرامكو على هذا الإبداع والعناية بكل التفاصيل. [email protected]