شدّني الخبر المقتضب الذي نشرته جريدة (المدينة) مؤخراً، عن إعلان مؤسسة (عمداء المدن) اللندنية، اختيار أمين جدة ضمن قائمة الترشيح لأفضل رئيس بلدية في العالم!. فمبروك كبيرة للأمين، بحجم بحر جدّة، وبالتوفيق له في هذا الترشيح، فالمرء يسْعَدُ بأخبارٍ سارةٍ كهذه عن أبناء وطنه الحبيب.. بيْد أنّ ترشيحاً كهذا يستحيل أن يرتبط بشخص رئيس البلدية وحده، بمعنى أنه لا بُدّ وأن يرتبط بإنجازات البلدية التي يرأسها المرشّح، ممّا يُفترض أن تكون كثيرة، وعظيمة، ونادرة الحصول على مستوى العالم كلّه، وأن تدحر بها أفضل بلديات المدن العالمية الحالمة!. وحقيقةً لا أعلم شيئاً عن المعايير التي وضعتها المؤسسة للترشيح، وقد بحثت في موقع الشيخ (قوقل) عن موقعها في الإنترنت فلم أجد له أثراً، ولهذا أتمنّى أن تتولّى وزارة الشئون البلدية والقروية، بصفتها المرجع الإداري للبلديات السعودية، ملفّ مثل هذه الترشيحات، فلا تُرشَّحُ بلدية أو أمانة إلاّ بإشراف الوزارة وموافقتها، فهناك الكثير من المؤسسات الدولية العاملة في التصنيفات ممّا لا يُعتدّ بها، ولا تُعتبر معياراً مقبولاً، ولا تُعلم أهدافها، وهل هي ربحية أم لا؟ كما أنّ أمانة جدّة وبصراحة تحتاج لمزيدٍ ومزيدٍ ومزيدٍ من الإنجازات كي يستحقّ أمينها مثل هذا الترشيح، بل إنّ الحديث عن الإنجازات الآن يُعتبر مبكراً جداً ، ففي جدّة العديد من المشكلات المعلّقة التي تحتاج أولاً لحلول عاجلة وجذرية، ولا تكفي كتب لسردها كلّها، ليمكن الحديث عن إنجازات يُرشّح أصحابها لجوائز عالمية، وإني بهذا القول، يشهد الله، لا أريد التنغيص على فرد أو جهة، بل أريد ألاّ تنشغل أمانة جدّة وأمينها بالتصنيفات الدولية كما فعلت بعض جامعاتنا في السابق، ففي هذا مضيعة للوقت والجهد، وربّما المال، وقد تحول دون العمل الدؤوب والناجح الذي هو وحده يصنع الفارق ويدرّ الإنجازات كما يُدرّ الحليبُ من ضرْعه!. أخيراً: لا تكونّن جدّة موضع انتقاد العالم بهذا الترشيح، ودعوا الترشيح يأتينا لوحده على بساطِ ريحٍ من الجدارة، بعد أن تمتطي جدّة قطار ركْب العالم الأول، في الخدمات والراحة والسعادة!. @T_algashgari [email protected]