لا يختلف الكثير حول أهمية تطوير المراكز الصحية ودعمها بالكوادر الطبية المدربة لتتناسب مع مقتضيات الطلب المتزايد مع تنامي أعداد السكان في المدينةالمنورة، وقد قامت بعض الصحف قبل أيام بإظهار سلبية مباني المراكز الصحية بالمدينة، وذلك بتحقيقات صحفية، وقد يكون بعضها مبطنًا بالإساءة إلى المديرين والموظفين والكوادر الطبية العاملة في تلك المباني؛ ممّا يوحي عن مسؤوليتهم لسوء اختيار المباني، وقد رأينا ذلك بصور محرجة وبدون موضوعيه بعيدًا عن الأسلوب الحضاري والمعقولية للنقد البناء مما يتسبب في "بلبلة" الرأي العام تجاه المراكز الصحية بالمدينة، وبأسلوب يشبه إلى حد ما أسلوب الانتقام؟ ونحن لسنا ضد الانتقاد البناء الذي ينصب في الواقع وفي المصلحة العامة، وإظهار الحقيقة لكن تمنياتنا أن لا يعم ليشمل موظفي ورؤساء الإدارات والأقسام والكوادر الطبية الذين لا ذنب لهم في ايجاد حل لهذه المباني فهم كوادر إدارية وطبية محترمة، وقد لمسنا مدى اخلاصهم لعملهم خصوصًا مدير عام الصحة العامة في صحة المدينة. هذا الدكتور النشط قد بذل، وما زال يبذل قصارى جهده في السير بهذه المراكز الصحية بالمدينة نحو الأفضل لمواكبة متطلبات المراجعين من المرضى، رغم تواضع الإمكانيات ونقص في بعض الكوادر الطبية، وقد نجد أن طموحات هذا الدكتور النشط والذى يستحق الشكر والثناء والتقدير قد تتحطم على صخرة النقد غير البناء والإساءة لمجهوداته المضنية ومجهودات الكوادر التي تعمل معه. هنا نكرر ونقول صحيح إن بعض المراكز الصحية مازالت قاطنة في مبانٍ مستأجرة، وضيّقة، وغير لائقة رغم أن الوزارة ما قصّرت وتركت الميزانية مفتوحة للاستئجار، لكن يقال إنه لا توجد مبانٍ تصلح للاستئجار وتحويلها كمراكز رعايا صحية في بعض الأحياء..! وأن هناك صعوبة بالغة للحصول على أراضٍ بيضاء تنفع للمراكز بسبب كثافة المباني..! والحل يكون من قبل وزارة الصحة وهو الإسراع في الحصول على منح أراضٍ في مختلف مخططات الأحياء قبل أن تزدحم بالمباني ويصعب الاختيار وبناء مراكز عليها تتفق مع تطور العصر وعلى أسس علمية تخص الرعايا الصحية.. مبانٍ تراعي في تصميمها وهندستها أدق التفاصيل والاشتراطات اللازمة التي يتطلبها كل مركز صحي على مستوى العالم الراقي. على كل حال لا ننكر أنه قد شهدت مراكز الرعاية الصحية تطورًا ملحوظًا عبر العقود المتتالية؛ حرصًا من ولاة الأمر على الجانب الصحي للمواطن، وأيضًا تلقى القطاع الصحي دعمًا ماديًّا سخيًّا في ميزانية هذا العام، وقد رأينا وشاهدنا وزير الصحة وهو يوقع عدة عقود تنصب في تقدم المجال الصحي في المملكة، وذلك للنهوض بالصحة ومواكبة مقتضيات التطوّر ونتمنّى أن يكون للمدينة المنورة نصيب الأسد من ذلك؛ كونها وجهة للحجاج والمعتمرين والزوار خصوصًا وقد يتضاعف عدد السكان في الأحياء الجديدة فيها، والله المستعان. [email protected]