تمكنت فرقة من شعبة التحريات والبحث الجنائي بشرطة جدة من تحرير طفل- تركى الجنسية يبلغ من العمر 9 سنوات- من أيدى مختطفيه في أقل من 8 ساعات وكان المختطفون قد طلبوا "فديه مالية" قدرها نصف مليون ريال لقاء إطلاق أسر الصغير متوعدين حال عدم وصول المبلغ بذبح الطفل والخلاص منه. بداية الجريمة وتعود تفاصيل الحادثة- والتي تم التخطيط لها بشركاء من خارج المملكة- إلى مساء يوم الاثنين بعدما تلقى مركز شرطة الكندرة بلاغًا من والد طفل مفاده تغيب ابنه من الطريق العام بعد ذهابه لشراء أغراض من التموينات القريبة من منزل العائلة، وأنه تلقى اتصالات من أرقام "دولية" تساومه على حياة الطفل وطلب فدية مقدارها 150 الف دولار أي بما يعادل نصف مليون ريال سعودي تقريبًا وأن حياة الطفل مرهونة بدفع المبلغ وأن المختطفين طلبوا منه تجهيز المبلغ ليتم تزويده بأرقام حسابات بنكية لتحويل المبلغ المشترط محذرينه من إبلاغ السلطات الأمنية. تحرك عاجل فور ورود البلاغ قامت شرطة جدة- على وجه السرعة- بتكوين فريق عمل أمني للبحث والتحري عن الطفل المختطف وتتبع خيوط القضية بمتابعة ميدانية من قبل مدير شرطة جدة اللواء عبدالله بن سمحه القحطاني، حيث أسفرت التحريات وعمليات البحث عن تحديد موقع المختطفين، وكذلك المنسّقون معهم من خارج المملكة، ليتم على الفور وضع خطة لمداهمة المنزل الذي تحصّن به الخاطفون وهو بأحد الأحياء العشوائية جنوب المحافظة، وحرص رجال الأمن خلال عملية المداهمة بتامين سلامة الطفل المختطف وعدم إعطاء المختطفين أي فرصة لإلحاق الضرر به، وبتوفيقٍ من الله استطاع رجال الأمن اقتحام الموقع وضبط الخاطفين وبمعيتهم الطفل المختطف وهو بحالة صحية جيدة ولم يتعرض لأي اعتداء منهما، ويتم كذلك خلال عملية الدهم ضبط العربة، التي استخدمت في عملية الاختطاف بنفس المكان. مافيا الوافدة من جانبة أوضح المتحدث الرسمي لشرطة جدة الملازم أول نواف بن ناصر البوق أن الخاطفين وهما شخصان الأول باكستاني الجنسية مقيم ويبلغ من العمر 21 عاما والثاني أفغاني الجنسية مخالف لنظام الإقامة يبلغ من العمر 20 عاما وهناك شخص ثالث خارج المملكة استعان به الجناة في عملية الاتصال بوالد الطفل ومساومته اعتقادًا منهم بأن ذلك سيبعد الشبهات، وأشار البوق إلى أنه بالضبط الأولي لإفادة الجناة المقبوض عليهم ذكرا أنهما على علم بأن والد الطفل ميسور الحال وأنهما سبق وأن عملا معه سابقآ بالتجارة وأرادوا مساومته رغبة منهما بالحصول على المال وأنهما خطّطّا بالتنسيق مع الشخص الثالث لذلك، حيث ظلاّ يراقبان الطفل لمدة 4 أيام حتى تسنّت لهم الفرصة بخطف الطفل من الشارع واقتياده للمنزل الذي تم ضبطهم فيه وأنهما قاما باستئجار العربة من أحد مكاتب تأجير السيارات لتنفيذ الخطة، وعن الشخص الثالث قال البوق: جرى أخذ كامل المعلومات للتنسيق مع الدولة الأخرى حيال تسليمه بملف استرداد للجهات الأمنية السعودية. وأكد البوق أن الطفل ولله الحمد بصحة جيدة ولم يتعرض لأي اعتداء، وأرجع ذلك أولًا إلى عناية المولى عزّ وجلّ ثم إلى سرعة الانتقال وإجراء عمليات التحري والضبط والتتبع من قبل الجهات الأمنية، والتي أثمرت عن تحرير الطفل والقبض على مختطفيه في وقت قياسي لم يتجاوز 8 ساعات، وبيّن أنه تم إحالة ملف القضية، وكذا الأشخاص لدائرة النفس بهيئة التحقيق والادعاء العام لاستكمال إجراءات التحقيق. وحذر البوق من تلك الأساليب الإجرامية، والتي تعتبر دخيلة على مجتمعنا وهي قليلة من ناحية النسبة والعدد، موكدا أن الجهات الأمنية ممثلةً بجهاز الأمن العام تقف لها بحزم وشدة لمثل هذه التصرفات، بما هُيأ من إمكانيات وفّرها ولاة الأمر للأمن ورجاله وشدّدّ في الوقت ذاته على مراقبة الأبناء أثناء خروجهم من المنزل حفاظًا على سلامتهم.