استأنس الرياضيون بجولة الشيخ عايض القرني العابرة في لقاء النجوم المسلمين، ونجوم الكرة السعودية، ومطالبته تصفية أجواء الرياضة من التعصب والمشاحنات، وهي أمور بالتأكيد تخدم الصالح العام، بل من المفترض أن نكون كذلك، ونحن مجتمع القيم والعادات والأصول القيّمة، ولكن نسمع بين الفينة والأخرى سخفًا وانفلاتًا غير سوي من بعض الإعلاميين تجاه البعض منهم، أو تجاه اللاعبين أو الحكام أو المسؤولين في اتحاد كرة القدم، أو الجماهير ما يعني أن ظن الكثير من هؤلاء أن السفه يقود للشهرة، فينتقد قامة إعلامية، ويمر على شخصية اعتبارية، ويفتك بنجم رياضي، ويحاول الحراك مع رمز، والخلاصة سفه لمجرد السفه، ليعتدل مقام مقولة "من أمن العقوبة أساء الأدب"، وظنِّي أن البعض من هؤلاء تسبب لهم هذا الخروج اللا مسؤول، أو طول اللسان مشكلات كثيرة، وربما (علقة) ساخنة على مسمع ومرأى، ولكن يعقوب لا يتوب.. ومن دون شك تُنتقد الوسائل الإعلامية لعدم انتقائها الضيوف، فلم تكن تحتاج لضيفٍ يجيد الخروج عن النص، لأن لسانه اعتاد الخروج عن نطاق المعقول، ووصايا الرسول الكريم بحفظ اللسان لا تحتاج إلى ترديد، ولا لتوصيف، والكثير من هؤلاء في نهاية المطاف يتيهون استعطافا للعفو بذل مهين، وقد قال زهير بن أبي سلمى في معلقته: لسانك لا تذكر به عورة امرئ فكلك عورات وللناس ألسن وفي نهاية المطاف، مجتمعنا الرياضي لايزال يعج بالعقليات القديمة، والفكر المعتم، فنسمع عن من يتمجّد بانتقاد فلان؛ لأنه ينتمي لنادٍ معين، أو لاعب نادٍ معين، أو رئيس نادٍ، أو رئيس تحرير، أو يُقلِّل من كفاءة زميل إعلامي في اعتقاد منه أن السلاح الأبرز التجاوز على الآخرين، وأدوات التفوق طول اللسان، والاعتبارات الصحيحة أن يهرف بما لا يعرف، وظني أن كل ذلك مزعج إلى حد التقزز. ويبقى: نأمل من وزارة الثقافة والإعلام التدخل لإيقاف تلك المهاترات والضرب بقوة على المتجاوزين، وصناعة آلية محددة تهدف للتأديب والتهذيب، ليهنأ المجتمع الرياضي بأجواء نقية خالية من النشاز.