لا أكون مدعيًا غير الحق إذا قلت إنني أول من كتب عن حسن نصر الله فاضحاً أمره ودسائسه وتستره بالتشيّع، وقد اعترض عليَّ حينها البعض، مدّعين بأنه بطل ويُهدِّد أمن إسرائيل، وقلت يومها في مقال نشرته في صحيفة عكاظ قبل أكثر من سنتين تحت عنوان «حزب الله وحزب البعث» بأنه دعيّ للدين، يتدثر به وتحت عمامته، رأس فارسي أكثر منه شيعي، وإلاّ كيف يبرر دعمه اللامحدود لحزب البعث الذي لا يؤمن أساساً بالدين، كما أنه متورِّط في سفك الدم السوري وخلفه سربه وماشيته (حزبه) وأفراد عصابته، وقد أعلن عن هذا في خطاباته الأخيرة بطريقة سافرة قائلا: «لو اقتضى الأمر أن أذهب أنا وكل حزب الله لسوريا للدفاع عن بشار سوف نذهب»، إنه موالٍ لإيران وشرطيّ على درجة عالية من الذل الطائفي الفارسي الذي يصرف الذهن تماماً عن كونه شيعيًا يتبع الشيعة العرب إلى كونه ذا ولاء فارسي محض متستّر بالمذهب الشيعي لكي يُمرِّر أجندة إيرانية في المنطقة، وبعد سقوطه المدوّي في موضوع سوريا وافتضاح أمره على الملأ وتصنيفه عالمياً بأنه إرهابي وحزبه حزباً إرهابياً، ومشاركته الفاعلة في سفك دماء الأطفال والنساء، وجب على العالم أن يقف منه على مسافة متساوية مما يقفه من النظام السوري نفسه، لأنه شريك داعم لبشار الأسد، معلن ذلك في كل وسائل الإعلام، وموقف دول الخليج منه ومن أفراد حزبه الباغي يمثل الحدّ الأدنى من المؤازرة الإنسانية للشعب السوري، وعلى الجهات الأمنية في الخليج أن تتخذ كل الاحتياطات من هوية وتلوّن وتبديل أفراد هذا الحزب، كما أتمنى من بقية العالم العربي محاصرة هذا الفكر الفارسي خاصة في لبنان البلد العربي الحر، وأن عليه بكل طوائفه ودياناته بما فيهم الشيعة في لبنان أن يلفظوا ويرفضوا الاستعمار الفارسي المتمثل في سطوة الحزب على مفاصل الدولة اللبنانية، وكما تحرَّروا من سوريا واستعمارها لهم، يجب اليوم أن يفكروا عملياً باستعادة لبنان الحر من قبضة حزب اللات، وأقرب شيء يُحقِّق ذلك هو التقدم إلى الأممالمتحدة ومجلس الأمن بما يُحقِّق ذلك، وكذلك المناهضة الشعبية عبر القنوات الرسمية وغير الرسمية، والأكثر أثراً هو بطولة السوريين في ملاحقة جند حسن نصرالله داخل سوريا، وقتلهم شرّ قتلة، مما جعل حزب اللات يتهاوى ويطلب العون والمدد من دول شتى، وإني لأعجب كل العجب من أشخاص يعيشون بيننا ويتقمّصون حب الخليج وهم من بلاد عربية، وإذا ناقشتهم في الحزب انبروا مدافعين وموالين له أكثر من موالاة الحزب لنفسه، فهؤلاء وغيرهم يجب أن يلحقوا بهم متابعة وطرداً من أوطان الخليج، وكذلك من منحتهم دول الخليج الإيواء سياسياً ثم هم يتنكرون للمعروف ويقرّون بقتل الشعب السوري، ويباركون تأييد حزب اللات لطاغية الشام، ولا يفعل ذلك شيعي إنما «فارسي» الدماغ، وإن كان لسانه عربياً، بعكس من يقف ضد تلك العنصرية الفارسية، وإن كان لسانه أعجميا. [email protected]