يُعد النوم السليم من أنجع علاجات البشرة وأقلها كَلفة، ويساعد على ضمان جمال البشرة وصفائها، فكريمات الجلد ومستحضرات التجميل، مهما اختلفت أنواعها، لا تؤدي إلى النتيجة المرجوّة منها، إن لم يدعمها نوم صحي وهادئ. فالحرمان الحاد والمزمن من عدد ساعات النوم المطلوبة أثناء الليل، أو المعاناة من رداءة النوم نتيجة اضطراباته المختلفة، يمكن أن يُظهر البشرة بشكلٍ جاف وهَرِم، ويؤثّر على نضارة العينين فتظهران بشكلٍ ذابل، ويجعل من الصعب التخلص من هالاتها السوداء المحيطة بهما، حتى مع الاستخدام الكثيف لكريمات الأساس ومساحيق التجميل، في معظم الأحيان. وتحوي أنسجة الجلد خلايا سريعة الانقسام والتكاثر والتجدّد، يتم استبدالها بشكل منتظم لضمان حماية البشرة من المؤثّرات والمهيّجات، والحفاظ على رطوبتها ونضارتها، متأثرة بشكل إيجابي بالتعرض لهرمون النمو، الذي يُفرَز بشكل كبير خلال مرحلة النوم العميق. ولذا كان من المنطقي أن يظهر التأثير الأكبر للحرمان من النوم -وخاصة العميق منه- على شكل جفاف وتشققات البشرة وتجعّد الجلد في سن مُبكّرة، وأن يحرص أطباء أمراض الجلد والمختصين في العناية بالبشرة، على التوصية باستعمال كريمات الجلد ومستحضرات العناية بالبشرة قبل الخلود للنوم، للحفاظ على رطوبة الجلد وإعادة ترويته بفعالية خلال ساعات النوم، في غياب عوامل سلبية مضادة كأشعة الشمس وتلوّث الجو والجفاف، وحتى بعض أنواع مستحضرات التجميل (الماكياج). وفي السياق نفسه، يمكن تفسير ترهّل وتجعّد الجلد لدى كبار العمر، إذ ينخفض إفراز هرمون النمو مع تقدم العمر بشكلٍ كبير، نظرا لما يتميّز به النوم في هذه المرحله العمرية المتقدمة من انخفاضٍ ملحوظ في نسبة مرحلة النوم العميق. واستناداً على ما تقدّم، يُنصح دوماً بالتعامل مع النوم بوصفه علاجا طبيعيا يحفظ سلامة الجلد من تأثير الحرارة والجفاف وغيرهما، وتجنب السهر والحرمان من النوم وما يصحبه من سلوكيات خاطئة كالتدخين والإفراط في تناول المنبّهات، وفرط التوتر، فضلاً عن اختلال أوقات النوم والاستيقاظ، فجميع تلك العوامل تؤثّر سلباً على خلايا وأنسجة الجلد، فالنوم السليم، يساعد على ارتخاء الأعصاب والعضلات، والتخفيف من حدة القلق، وخفض إفراز هرمونات التوتر كالكورتيزون، مما يساعد على الحفاظ على صحة الجلد ونضارة البشرة، وتجنب الإصابة بأمراض الشيخوخة المُبكّرة. [email protected]