* الرثاء الذي حفلت به أو احتفلت بعض وسائل الإعلام العربي حول عدم استجابة الولاياتالمتحدةالأمريكية للتدخل في الأحداث التي تعيشها بعض البلدان العربي بل إنك لتسمع نداء بعض رموز التيار السياسي الإسلامي أثناء بعض تلك الأحداث كما هو الشأن في مصر يرتفع عالياً طالباً نجدة العالم الحر أو الديمقراطي وكان بالأمس ينعته إمبريالياً أو استعمارياً، وحال التيار في عالمنا إن صحت التسمية لا يختلف عن اليمين وبهذا تساويا في الاعتراف بهذا الآخر، هذا الرثاء الذي لم يعد يحجبه شيء مرده إلى ما عرف في أدبيات السياسة الغربية بأزمة السويس وذلك عندما تجرأ رئيس الوزراء البريطاني "إيدن" الذي خلف الزعيم المشهور "تشرشل" على التدخل عسكرياً بالتحالف مع فرنسا وإسرائيل لمهاجمة البلد العربي مصر سنة 1956م، من وراء ظهر القوة السياسية الصاعدة –آنذاك- الولاياتالمتحدةالأمريكية، ولقد تناسى إيدن Eden أن الرئيس الأمريكي إيزنهاور كما يذكر السياسي البريطاني – دينيس هييلي Healey أقدم على خطوة جريئة لم يسبقه أو يلحقه فيها رئيس أمريكي وهو: قطع المساعدات المالية عن إسرائيل حتى تتراجع عن مغامرتها غير المحسوبة وهو التوقف عن محاولتها لتغيير مجرى نهر الأردن على امتداد الحدود السورية، وكان ذلك عام 1953م – أي عندما كان "تشرشل" المعروف بولائه المطلق للحركة الصهيونية الاستعمارية – رئيساً للوزراء وقبل تتويج صهره "إيدن" رئيساً للوزراء خلفاً له معترفاً للدائرة المقربة منه أن لديه شكوكاً حول قدرته على تسيير الشأنين الداخلي والخارجي. * بل إن إيزنهاور أقدم من خلال سلاح المقاطعة الاقتصادية على إرغام إسرائيل على التخلي عن احتلالها لقطاع عزة وخليج العقبة. * وقد عوّل "إيزنهاور" آنذاك على صوت الشعب حيث كان على خطوات قليلة من الانتخابات الأمريكية العامة والتي لم يعتمد فيها على اللوبي الصهيوني – مطلقاً – وعلى رغم مقاومة النائب الديمقراطي ليندون جونسون الذي سوف يجده العرب في عام 1967م إلى جانب إسرائيل بكل وقاحة وعنجهية وكأنه ينتقم مما أقدم عليه إيزنهاور في 1956م مع وزير خارجيته فوستر دلاس Dulles، ويجب أن نقرأ أن إيزنهاور أقدم على ذلك الموقف لينهي القوة الاستعمارية البريطانية ويستبدلها بالأمريكية. * كاميرون ليس إيدن، وميلباند ليس بلير، وأوباما أبعد ما يكون عن إيزنهاور وأقرب إلى كارتر.