بالرغم من انشغال العالم بما يجري من أحداث في مصر، أو اليمن، أو في مناطق أخرى من عالمنا العربي والإسلامي، بالرغم من ذلك يجب ألا يغيب عن البال إطلاق تطورات الأوضاع في سوريا، واستمرار آلة القتل الهمجية في حصد أرواح الأبرياء السوريين، وتشريدهم في جميع أنحاء العالم دون أن ترف للأسد المجرم عين، أو يحس بالحزن والأسى، ولا يعنى هذا أن يقف العالم مكتوف الأيدي لا يبالي بما يجري، ويوما بعد الآخر يزداد نزيف الدم، وتتسع المأساة لتأخذ أبعادا جديدة؛ لذا يجب دق ناقوس خطر للعالم ليتنبه ويقوم بدوره في مناجزة النظام الغاشم، وكسر ولجم وحشيته دون إبطاء. وإذا كانت فصائل المقاومة والمعارضة السورية تحقق انتصارات يوما بعد الآخر على فلول مليشيا بشار فمن الواجب تسليحها، ودعمها بسلاح يكافئ ما يملكه جيش بشار من قوة نيران؛ لأن المعركة التي تخوضها قوات المعارضة هي من أجل وطن سوري حر، تقوم أسسه على الحق والعدل والمساواة، ولا مكان فيه للقهر وبيع الوطن لآخرين لا يريدون له الخير. والإمداد بالسلاح ليس أمرا صعبا، واستخدامه من قبل الثوار هين، وهم يحملون أرواحهم فوق اكفهم من أجل سوريا عربية متناغمة مع محيطها الإسلامي والعربي ومتوائمة تماما مع الشرعية الدولية، وليست مختطفة من قبل مليشيا حزب الله، أو أي جهة أخرى. إن كل القوى الخيرة الآن وبعد وقبل انتصارات المعارضة السورية وجيشها الحر في ساحات القتال نادت وطالبت بتسليح السوريين بجميع أسلحة الدفاع؛ لكي يقوموا بواجبهم في دحر الفلول الأسدية وتخليص الشعب من نير وظلم وعدوان بشار، فهل يستجيب المجتمع الدولي لهذا المطلب المشروع.