يلعب النظام السورى ومن يشايعونه ويمدونه بالسلاح ويدعمونه فى المحافل الدولية يلعب لعبة خطرة عندما يتصور أن لا ساعة آتية للعقاب وأنه فى مأمن منها وهذا التصور خاطئ لأن الدماء السورية الزكية التى أهرقت والأطفال الذين قتلوا وجموع السكان التى هجِّرت لن تنسى وسوف يدفع ثمن الآلام والأحزان عاجلًا أم آجلا وهذه الحقيقة أكدها بما لا يدع مجالاً للشك مؤتمر أصدقاء سوريا الذى ضم أحرار العالم الذين رفضوا وحشية نظام بشار وضربه بكل الاعراف والقوانين الدولية والشرائع السماوية عرض الحائط من أجل البقاء فى السلطة. لقد ضيقت المعارضة السورية عبر الجيش الحر وضرباته الموجعة لفلول عسكر بشار وحضورها الدولى الكثيف الخناق على نظام بشار القمعى الذى يتمترس الآن حول آلة عسكرية وحشية تمده بها موسكو فى عداء واضح لطموحات الشعب فى التحرر والانعتاق متناسية أن نظام الأسد إلى زوال وأن يوم محاسبته قادم من قبل الثوار وأهل الشهداء وأنها ستفقد كل موقع لها على الأرض السورية لأنها وقفت ضد الشعب ودعمت جلاديه. ولم تنتبه دمشق الى التوافق العالمى حول نصرة الشعب السورى الذى تنامى يومًا بعد الآخر ووصل إلى محطات اجماع عبر دعوة مؤتمر أصدقاء سوريا الذى جاء بمشاركة ما يقارب 100 دولة "بوضوح" إلى ضرورة "رحيل" بشار الأسد و"تكثيف المساعدة إلى المعارضة" السورية. وتاكيدهم على ضرورة استبعاد الأشخاص الذين يمكن أن يزعزع وجودهم مصداقية العملية الانتقالية. ويأتى قرار تكثيف المساعدة للمعارضة. بتأمين وسائل اتصال للسماح للمعارضة بإجراء اتصالات فيما بينها وبالخارج بشكل أاكثر أمانا وبما يتيح ضمان حمايتها في إطار تحركها السلمي يأتى هذا خطوة صحيحة للأمام تفتح الطريق أمام دعم آخر يطالب به الجيش الحر وهو التسليح وإنشاء ممرات إنسانية آمنة ومناطق حظر جوى لقد أكد العالم الحر على ضرورة تكثيف الدعم للسوريين بشتى السبل والوسائل وعدم ترك الجلاد للاستفراد بالضحية حتى يجهز عليها ويحقق أهدافه المجنونة التى لا تستقيم لا عقلاً ولا شرعًا ولعل أطياف المعارضة مطالبة الآن بالتركيز على أهدافها المشتركة بعدما ظهرت إلى العلن انقساماتها حول المرحلة الانتقالية وحول تدخل عسكري أجنبي محتمل في سوريا.