يوم واحد فقط يفصل الكويتيين عن دورة انتخابات برلمانية جديدة يتنافس فيها 321 مرشحًا ومرشحة على 50 مقعدًا. ومع حسم قوائم المرشحين ورفض المحكمة الدستورية طعنًا جديدًا بوقف الانتخابات يكثف المرشحون والمرشحات جهودهم أملًا في تحقيق مفاجآت من العيار الثقيل أو حتى الخفيف في المجلس الخامس عشر. وكان القضاء الكويتي قرر حل المجلس الماضي قبل شهور قليلة في حكم مثير للمحكمة الدستورية التزمت الحكومة بتنفيذه والإعلان عن بدء انتخابات جديدة تنطلق في 5 دوائر غداً السبت. وأمام ذلك تأهبت الدوائر الخمس وهي الدائرة الأولى وتضم 42 مرشحًا يختارهم 77245 ناخبًا، والثانية وتضم 32 مرشحًا ينتخبهم 49755 ناخبًا، والثالثة وتضم 52 مرشحًا ينتخبهم 76501 ناخب والرابعة وتضم 90 مرشحًا ينتخبهم 113685 ناخبًا والخامسة وتضم 105 مرشحين ينتخبهم 122529 ناخبًا. على أن الحدث الأبرز كان هو ما توصلت إليه النيابة العامة من أن ثلاثة مرشحين تورطوا بالفعل في شراء أصوات الناخبين حيث تم احتجاز المرشحين الثلاثة لمواصلة التحقيق. وكالعادة تسعى المرأة الكويتية لاحتلال بعض المقاعد داخل المجلس الجديد أسوة بما حدث عام 2009 حين فازت كل من معصومة المبارك وأسيل العوضي وسلوى الجسار ورولا دشتي قبل أن ينخفض العدد عام 2012 الي ثلاث هن معصومة المبارك وصفاء الهاشم وذكرى الرشيدي وهو الأمر الذي يصيب البعض بالقلق من انخفاض جديد إلى اثنتين وربما واحدة! وكانت المرشحات التسع قد توزعن على ثلاث دوائر فقط فيما خلت اثنتان حيث ترشحت معصومة ورباح النجادة وعواطف القلاف في الدائرة الأولى، وصفاء الهاشم وريهام الجلوي في الثالثة وجواهر معرفي وهيا المطيري وأنوار القحطاني في الخامسة.. والمثير في كل الأحوال أن كتلة التصويت النسائية هي الأكثر من الرجالية حيث يبلغ عدد المصوتات في الدائرة الأولى 41166 امرأة فيما يبلغ عدد المصوتين الرجال 36079 وفي الثانية 49755 امرأة و23480 رجلًا وفي الثالثة 41756 امرأة و34745 رجلًا وفي الرابعة62297 امرأة و51560 رجلًا وفي الخامسة 62297 امرأة و60232 رجلًا..مع ذلك لن يفاجأ كثيرون إذا أخفقت المرشحات التسع كلهن أو بعضهن في الفوز بمقعد داخل مجلس أمة هو الأسخن والأكثر جدلًا وحراكًا وتفاعلًا. وفي هذا الإطار تقول ريهام الجلوي أصغر المرشحات سنًا: إنها متفائلة حد الثقة في حصد الشباب للأغلبية داخل المجلس وأن ينسحب الأمر نفسه على تشكيلة الحكومة الجديدة. ويستغرب المرشح يعقوب الصانع من ضآلة التمثيل النسائي في كل المناصب القيادية حيث لا تتجاوز نسبة تمثيلهن 12%. وتتشابه تطلعات المنتخبين للأعضاء الجدد في معظم الدوائر حيث يطلب المنتخبون مستشفيات ومدارس وصالات رياضية وترفيهية ومعالجة أزمات التعليم والصحة والشباب ناهيك عن مشكلة البدون التي تظل قاسمًا مشتركًا. مع ذلك يتنافس الجميع على دغدغة أحلام المصوتين البسطاء من جهة إلغاء أو إسقاط القروض ورفع الرواتب وغيرها. أخيرًا يدخل المتنافسون الحلبة وفي هاجسهم تكرار ما حدث من إبطال أو تعطيل للمجلسين السابقين لثغرات قانونية أو دستورية ويستند القائلون بإمكانية تكرار البطلان إلى أنه كان من الضروري إصدار مرسوم يقضي بتنفيذ حكم المحكمة الدستورية بإبطال المجلس السابق وهو ما لم يحدث، لكن آخرون كثر يرون أن هذه أمور شكلية ومن ثم لا توجد أسباب تدفع للاعتقاد بأن المجلس القادم مهدد بالبطلان.