سالم السناني - ينبع يعيش الشاب عبيدالله عايد الجهني في سجن مفتوح على السماء مقيد بالسلاسل إلى عامود إحدى الخيام التي تحيط بمنزل والده الذي يسكن في خمال التي تقع شمال محافظة ينبع، ويعيش عبيدالله في سلاسل الحديد منذ 8 سنوات بعد أن أصابه مرض مفاجئ جعله يهيم على وجهه دون معرفة ما يدور حوله، بعد أن كان طالبًا متفوقًا بدراسته وعمل بإحدي الشركات بينبع، وناشد والده المسؤولين وأهل الخير مساعدته وعلاج ابنه في مستشفى متخصص. ويقول والده عايد الجهني: يبلغ ابني من العمر 25 سنة وكان طالبًا متفوقًا في دراسته وأنهى المرحلة المتوسطة بنجاح وتفوق وعمل في إحدي الشركات لمدة 6 شهور وكان معافى ولا يعاني من أي مرض أو يشكو من أية عوارض، وفي يوم من أيام عام 1426ه أصابه مرض مفاجئ أفقده عقله تمامًا وأصبح لا يعلم ما يدور حوله، وباتت السيطرة عليه صعبة جدًا حيث انه صار يهيم على وجهه إذا لم يكن معه أحد يراقبه، وطوال الوقت يقف وينظر إلى السماء في اتجاه الشمال ولا نعرف سبب ذلك. ويؤكد الجهني أنهم يقومون بتقييد عبيدالله بالسلاسل خوفًا عليه لأنه يذهب دون معرفة طريقه وقد خرج أكثر من مرة من المنزل وقطع مئات الكيلو مترات في اتجاه الشمال، ويضيف: وجدناه ذات مرة في أملج التي تبعد أكثر من 100 كم عن منزلنا، وخرج مرة أخرى وغاب عدة أيام ووجدناه في الوجه التي تبعد أكثر من 300 كم، ودائمًا ما يغيب عن المنزل إذا لم يراقبه أحد ولم يقيد، وما يثير القلق أكثر أنه تعلم خلال السنوات الماضية كيفية فك القيود التي يربط بها. ويواصل الجهني سرد مأساة ابنه ويقول: عندما يخرج يأكل ويشرب أي شيء يصادفه في طريقة ولا يستطيع أن يميز الصالح من الطالح عندما يأكل أو يشرب، كما تحمله قدماه إلى أي مكان حتى ولو كان مرتفعات خطيرة في أعالي الجبال. ويضيف الوالد المكلوم: لا أنام الليل أنا ووالدته منذ 8 سنوات ولم يهدأ لنا بال ونسهر طوال الليل نبكي على ابننا ونحن نشاهده مقيدًا بالسلاسل بعد أن كان عونًا لي ويقوم بجميع أعمال المنزل ويوصل والدته وإخوانه وأخواته بسيارته الخاصة، كما كان يقوم مقامي بالمنزل في استقبال الضيوف في حالة غيابي وكان متفوقًا بدراسته، ويشير إلى أنهم ذهبوا به إلى جميع المستشفيات بينبع ومستشفى الصحة النفسية بالمدينةالمنورة ولكنهم لم يحصلوا على نتيجة أو تشخيص، مؤكدًا أنه بذل كل ما يستطيع لعلاجه عند المشايخ والمستشفيات في ينبع ولكن لم يكتب له الشفاء حتى الآن. ويقول: أنا راض بقضاء الله وقدره، وأنا أسكن في خيمة ولا يوجد لدي راتب وأعول أسرة مكونة من 7 أفراد وزوجة ولا أستطيع أن أذهب به لأي مستشفى متخصص نظرًا لظروفي المادية. وناشد الجهني من خلال صحيفة «المدينة» المسؤولين وأهل الخير المقتدرين في هذا الشهر الكريم أن يمدوا يد العون له ويقوموا بعلاج ابنه في مستشفى متخصص لعل الله يشفيه على أيديهم. ووقفت «المدينة» على حالة المريض عبيدالله وطوال فترة جلوس المحرر مع أشقاء عبيدالله والتي امتدت لنصف ساعة، بقي المريض واقفًا ولم يجلس الا قليلًا، ولم يتكلم كما كان يكثر من النظر الى السماء في اتجاه الشمال. وأوضح أحد الأشقاء أن عبيدالله يبقى طوال الوقت واقفًا وينظر شمالًا، ويضيف الشقيق: إذا غاب عنا نذهب باتجاه الشمال لأننا نعرف أنه لن يذهب إلى جهة أخرى غيره لأنه ينظر إلى هذه الجهة طوال الوقت وفي كل المرات التي تغيب فيها نجده بعد أيام في إحدى محافظات الشمال ولا نعرف السبب وراء هذه النظرة. وقامت «المدينة» بالاتصال بمستشفى الصحة النفسية بالمدينةالمنورة والاستفسار عن حالة المريض وأفاد النائب الإداري أن هذه معلومات سرية للمريض ولا يمكن إعطاؤها لأي شخص بالتلفون إلا بعد حضوره شخصيًا وإبراز هويته وصلة قرابته للمريض. المزيد من الصور :