img src="http://www.al-madina.com/files/imagecache/node_photo/40_72.jpg" alt=""تمرد" و"الوفد"" title=""تمرد" و"الوفد"" width="150" height="190" / شخّص المستشار طارق البشري الذي يُعتبر أكبر شخصية قانونية في الوطن العربي، والذي تم تعيينه من قبل المجلس الأعلى للقوات المسلحة في فبراير 2011 كرئيس للجنة معنية لتعديل الدستور المصري، شخّص المرض العضال الذي تعاني منه مصر وحدده في الضعف البيّن لهيئات المجتمع الأهلي وتشكيلاته. وأكد البشري في كتابه: (من أوراق ثورة 25 يناير) أن ثورة 25 يناير 2011 ينبغي أن يكون أبرز مهماتها هو أن تعالج هذا الأمر. فهدف الثورة الرئيس هو الديموقراطية، والديموقراطية هي ما يتمثل في الحراك الشعبي الفعّال وبقائه كعنصر حاسم من عناصر تكوّن المجتمع المصري وعلاقاته بدولته وأجهزته. *** ويرى المستشار طارق البشري عدم وجود أحزاب ولا تنظيم أهلي ولا جماعة في مصر تستطيع التعبير عن مجمل الرأي العام الفعال في هذه المرحلة ولا واقعها السياسي والاجتماعي. فليس في مصر، كما يقول البشري، "تنظيم شعبي مثل وفد سنة 1919"، ولا حزب قوي. فمصر الآن في أوضاع ثورة شعبية لم تكتمل بعد، نجحت الثورة فعلاً، ولكنها لم تكتمل بعد. وما تحقق على أرض الواقع يتمثل في ثلاثة عناصر هي: (1) الإطاحة بالرئيس السابق مبارك وأسرته من الحكم ومن احتمال انتقال السلطة إلى ابنه ... وهو ما يعني أن نظاماً قد سقط، وأن دولة قد تغيرت أضاعها أو أنها في طريق جدي للتغيير الحقيقي بخطوات حقيقية. (2) أنه قد أطيح فعلاً بشريحة فاسدة من رجال الأعمال الطفيليين الذين لم يعتمدوا في تركيم ثرواتهم على الإنتاج الفعلي، ولكنهم اعتمدوا على نفوذهم في مراكز الدولة الذي هيأ لهم تركيم الثروات. (3) أن هذا الحراك الثوري أعاد إلى القوات المسلحة المصرية ما كان لها من نفوذ سياسي قبل عهد مبارك. *** وأرى أنه إذا كانت ثورة 1919 هي "تنظيم شعبي" مثّله الوفد الذي قاده سعد زغلول للدفاع عن القضية المصرية عام 1918 ضد الاحتلال الإنجليزى، وقاموا بجمع توقيعات من أصحاب الشأن وذلك بقصد إثبات صفتهم التمثيلية، فإن ما فعلته حركة تمرد بالتعاون مع القوى الثورية التي نجحت في جمع ما يفوق 22 مليون صوت لسحب الثقة من الرئيس محمد مرسي، وإثبات شرعيتهم الثورية، هذه الحركة وتيارها الشعبي أصبح بلا شك قوة فاعلة لا تقل أهمية ولا وطنية عن تلك التي كانت للوفد المصري عام 1919. وإذا كان الوفد بزعامة سعد زغلول قد تمكن بعد أن فرض قوته في الشارع المصري من تأسيس حزب الوفد المصري ودخل الانتخابات البرلمانية عام 1923ونجح فيها باكتساح. فإن في مقدرة حركة "تمرد" والقوى السياسية المتحالفة معها، وعلى رأسها الدكتور محمد البرادعي، الذي اختاره التيار الشعبي المصري وجبهة 30 يونيو المعبرة عن شباب قوى الثورة لتمثيلها في المؤتمر الوطني الذي عقدته قيادة القوات المسلحة للخروج من الأزمة الراهنة بعد انتهاء المهلة المحددة لمرسي للحوار مع القوى الوطنية وإيجاد مخرج للأزمة السياسية في مصر ووضع خارطة طريق للمستقبل، في مقدرة هذه القوى مُجتمعة إقامة حزب سياسي قوي فعال يستطيع فرض قوته في الشارع السياسي المصري. وهناك في رأينا مؤشرات اليوم بأن هذا ما بدأ يتبلور بالفعل في مصر على أرض الواقع. نافذة صغيرة: [إن الانحراف المبكر في مسار الثورة جعلها تصل لمنزلق خطير في زمن يرفض فيه الشارع المصري أن يجعله زمن الإخوان أو أي فصيل يحاول السيطرة على مقاليد الحكم دون إيجاد حلول للعديد من المشكلات و تحقيق عملية الإندماج الوطني وإعلاء شعار أن الحكم للشعب وأن القادم لابد أن يحمل العيش والحرية والكرامة.]] مؤشر الديمقراطية التابع للمركز التنموي الدولي. [email protected]