أكد عدد من الاقتصادين ورجال المال والأعمال أن التسوق الجماعي لشراء السلع الغذائية والتموينية ليلة رمضان يخلق مشكلة كبيرة لدى الأسرة كل والأفراد، مشيرين إلى أن هذا التواجد الكثيف يسهم بشكل كبير في ارتفاع أسعار السلع والخدمات التي لها علاقة بموسم شهور رمضان نتيجة للاندفاع المتسوقين للشراء في يوم واحد. وأوضح أمين عام لجنة الإعلام والتوعية المصرفية بالبنوك السعودية طلعت حافظ ل»المدينة»، أن التوجه ليلة ما قبل دخول شهر رمضان إلى الأسواق وشراء المواد الغذائية والتموينية يؤثر على آلية العرض والطلب تأثيرًا كبيرًا ومن ثم يدفع الأسعار نحو الارتفاع خاصة على بعض السلع الغذائية والتموينية التي يزداد مقارنة بشهور السنة الأخرى. وقال حافظ: إن الأمر يتطلب أن يتم شراء المواد الغذائية والتموينية الخاصة بشهر رمضان في وقت مبكر من دخول شهر رمضان مما سينعكس بشكل كبير وملحوظ على أسعار تلك المواد، حيث إنه لوحظ بعد الأسبوع الأول من شهر رمضان تبدأ الأسعار للمواد الغذائية والتموينية الرجوع إلى مستوياتها الطبيعية وهذا له علاقة بقوى الطلب والعرض، مضيفًا أن للتخطيط المالي والموازنة الأسرية دورًا كبيرًا في التحكم بمصاريف الأسرة وطريقة الإنفاق على السلع الضرورية والأساسية يسهم بشكل كبير في كبح جماح ارتفاع الأسعار. ومن النصائح التي يتطلب إتباعها عند التسوق وخاصة المواد الغذائية خلال شهر رمضان، بألا يتم التسوق عندما يكون الإنسان صائمًا، حيث إن ذلك يحفزه على شراء أكبر قدر ممكن من المواد الغذائية وهذا شيء طبيعي كما يتطلب الأمر عند التسوق أن يكون لدى المتسوق قائمة واضحة لمشترياته واحتياجاته وأن يتوجه مباشرة إلى السلعة المطلوبة دون المحاولة إلى التحول والنظر إلى جميع السلع، حيث إن هذا الأسلوب سيسحبه لشراء مالا يريد ولا حاجة له بها، كما أن ثقافة الشراء وتعزيزها لدى كل أفراد المجتمع كما يعرف بالاستهلاك المرشد سيكون له دور كبير في التحكم في الاحتياجات الأساسية والضرورية وعدم التوجه لشراء حاجات غير أساسية وغير ضرورية مما سينعكس على قوى العرض والطلب في السوق وعلى مستوى الأسعار. وأكد حافظ أن التخطيط المالي السليم على مستوى الفرد وتعزيز ثقافة الاستهلاك المرشد والشراء المقنن سيسهم بفاعلية في ضبط سلوك الأسعار في السوق وخاصة في مواسم معينة كشهر رمضان المبارك. من جانبه، أكد المستشار الاقتصادي فضل البوعينين أن أكثر ما يؤثر على الأسواق وخاصة جانب التسعير والتسوق هو التسوق الجماعي الذي يحدث طلبًا مكثفًا خلال فترة زمنية قصيرة وهذا يحفز التجار على رفع الأسعار اعتمادًا على الطلب إضافة إلى ذلك فالتسوق المفاجئ والجماعي يحدث ربكة في عمليات الشراء واختناقات في الأسواق والشوارع وهذا يضعف من التركيز وانتقاء الأفضل وربما يدفع الكثير للشراء خشية عدم الحصول على المنتج بسبب طلب المواسم ومنها رمضان والعيدين لا تأتي فجأة ومن هنا يجب أن يكون هناك تخفيض للشراء وعدم الانتظار حتى اللحظة الأخيرة التي تتسبب في كثير من الإشكالات. مبينا أن من أسباب الذي تجعل الأسر تسابق الزمن في ليلة رمضان لشراء الحاجيات يعود ذلك إلى تسويق الأسر وعدم احترامها للوقت وعدم قيامها بالتخطيط المسبق لعمليات الشراء وهذه ثقافة سائدة في المجتمع السعودي. وأضاف أن العلاقة بين العرض والطلب علاقة مؤثرة في التسعير، وأوضح أن الارتفاع المفاجئ في الطلب قد يرفع بعض الأسعار بما لا يقل عن 30% في الوقت الذي يساعد فيه انخفاض الطلب والشراء المسبق إلى خفض الأسعار في المواسم تحت ضعف الخوف من انتهاء الموسم دون تصريف البضاعة.