شهدت أسعار التوابل ارتفاعاً ملحوظاً،مع دخول شهررمضان حسب قول التجار حيث اندُهش عدد من المتسوقين حين أخبرهم بائع التوابل في سوق باب مكة، بارتفاع نسبي لسعر مجموعة من التوابل الرمضانية المعروفة،والتى اعتادوا على شرائها من ذات المحل في الأشهر الماضية بسعر أقل مما هو عليه الآن. ففي أحد محلات التوابل والبهارات في باب مكة، أقبلت أم فهد من شمال جدة قاصدة باب مكة جريا على عادتها السنوية لشراء ما تحتاجه من البهارات التي يكثر استخدامها في شهر رمضان المبارك، بعد أن دوّنتها في ورقة محددة الحجم الذي تريده من كل صنف. وبعد أن أطلعتنا أم فهد على ورقتها حيث جاء فيها :" فلفل أسود مطحون 3 كيلو، قرنقل 2 كيلو، كمون 2 كيلو، وحينما أخبرها البائع عن ارتفاع بعض تلك الأصناف، عدلت فورا عن الحجم الذي تريده، وفقا لميزانيتها المخصصة لذلك. ومع قرب حلول شهر رمضان الكريم تشهد محلات بيع التوابل والبهارات، خاصة تلك المنتشرة في سوق باب مكة الشعبي، إقبالا كثيفا من قبل الأسر السعودية أو المقيمة فيها، حيث يكثر استخدام مجموعة من التوابل والبهارات والإبزارات كالبن والهيل والقرنفل والفلفل الأسود والكمون، إلى غيره من التوابل المشهورة على اختلاف أنواعها، وذلك على موائد رمضان في المطبخ السعودي، والعربي عامة. وتقول سيدة أطلقت على نفسها أم أحمد:" للأسف بعض التجار يستغلون الشهر الفضيل وزيادة طلب الأسر على المواد الغذائية عموما،برفع أسعارها، وهذا أمر ملاحظ، وخاصة أنه بحسب علمي لا توجد مبررات،والسبب هو ضعف الرقابة على تلك المحال". وحول إقبال الأسر على البهارات يقول عبدالهادي عمر بافرط صاحب محلات بافرط للعطارة المتخصصة في تجارة التوابل منذ 1952 م. :"يتصدر البُن معظم طلبات الزبائن هنا، يليه الهيل، ثم باقي التوابل كالبهارات والفلفل الأسود المطحون". وعن أبرز الأنواع يقول بافرط:" هناك البُن اليمني (الخولاني، والمطري) والبُن الحبشي (الهرري، اللقمتي)، أما الهيل، فله أنواع عديدة من أبرزها الأمريكي، والهندي، مشيرا إلى أن معظم الزبائن يفضلون الهيل الهندي بسبب جودته العالية وسعره المناسب. وأشار بافرط إلى أنهم يقومون بتحميص الحبوب وبخيارات كثيرة، فهناك التحميص الفاتح،الذهبي، الغامق،وذلك بناء على رغبة الزبون، كما يقومون بتجهيز إبزار الشوربة في عبوة خاصة، كل ذلك من أجل راحة الزبون، إضافة إلى أننا نقوم بتغليف الهيل ومعظم البهارات في عبوات خاصة بنا من أجل زيادة حفظها والبقاء على جودتها". وحول الارتفاع النسبي لبعض الأصناف يقول بافرط:" قد يفهم بعض الزبائن أن التجار يتلاعبون بأسعار البهارات والتوابل في رمضان،وهذا الأمر غير صحيح إطلاقا، فهناك عدة عوامل تتحكم في الأسعار وأبرزها: وقت حصاد المنتج،ووفرة إنتاجه من عدمها، وسعره من البلد المصدّر، فعلى سبيل المثال، يبدأ سعر كيلو الهيل الأمريكي ( وهو أجود أنواع الهيل) الآن يبدأ من 80 ريالا،وقد بلغ سعره قبل عدة سنوات 120 ريالا" فالهيل سعره معقول الآن". وحول باقي أسعار التوابل،فيقول عبدالرحمن محمد وهو عامل هندي في أحد محال التوابل:» تتفاوت الأسعار بناء على نوع الصنف وجودته ومصدره، إضافة إلى عامل آخر مهم جدا وهو أماكن تلك المحلات، حيث يقول: بالنسبة للكمون والفلفل الأسود فمصدرها من الهند وتبدأ أسعارها في المحلات الشعبية من 30 ريالا للكيلو، وترتفع قليلا في المحلات والمعارض الغذائية الكبرى، مشيرا إلى أن هناك زيادة طفيفة ونسبية في سعر البن بأنواعه المختلفة وذلك من الدول المصّدرة له، بمعدل 10% تقريباً.