دعا مجلس التعاون الخليجي، مجلس الأمن الدولي، الاثنين، إلى الاجتماع بصورة عاجلة "لفك الحصار عن حمص"، وسط سوريا، ومنع ارتكاب "النظام وحلفائه مجازر وحشية"، بحق سكان المدينة التي تتعرض لهجوم من الجيش الحكومي لليوم الثالث على التوالي. وأضاف بيان للأمانة العامة أن دول المجلس "تتابع بقلق بالغ... الحصار الجائر الذي تفرضه قوات النظام السوري على مدينة حمص تمهيدا لاقتحامها، بدعم ومساندة عسكرية من ميليشيات حزب الله اللبناني تحت لواء الحرس الثوري الإيراني". وأوضح البيان أن دول مجلس التعاون "تدعو مجلس الأمن إلى الانعقاد بصورة عاجلة لفك الحصار عن مدينة حمص والحيلولة دون ارتكاب النظام السوري وحلفائه مجازر وحشية" ضد سكانها. واتهم "النظام السوري بعمليات تطهير إثني وطائفي، كما حدث مؤخرا في ريف حمص"، في إشارة إلى معارك القصير مطلع الشهر الماضي. وتتعرض مدينة حمص التي يطلق عليها المعارضون السوريون تسمية "عاصمة الثورة" إلى هجوم واسع منذ السبت الماضي. إلا أن مقاتلي المعارضة مازالوا يواجهون محاولات من القوات الحكومية لاقتحام الأحياء التي يسيطرون عليها وسط المدينة. دمار واسع وتشهد أطراف الأحياء المحاصرة في المدينة (الخالدية وحمص القديمة) منذ أكثر من سنة، اشتباكات عنيفة. وبث ناشطون أشرطة فيديو على موقع "يوتيوب" تظهر دمارا هائلا وسط المدينة، في محيط مسجد خالد بن الوليد. وتبدو على المسجد فجوات واسعة وآثار قصف مدفعي، بينما تظهر أبنية من حوله وقد أحيلت ركاما، وبدت معظم المنطقة فارغة وقد خلت من سكانها المدنيين على الأرجح منذ زمن. وحمص هي ثالث كبرى المدن السورية، وقد شهدت معركة دامية في حي بابا عمرو الذي شكل محطة رئيسية بعد سقوطه بأيدي القوات الحكومية في فبراير 2012. وتعتبر المدينة استراتيجية بالنسبة للقوات الحكومية، لأنها تربط بين العاصمة السورية دمشق ومدن الساحل. وقال مصدر أمني سوري حكومي إن "العمليات العسكرية لم تتوقف في أحياء حمص، وهي تزداد وتيرتها بحسب الأولوية والأهمية لتنظيف أحياء في حمص من المجموعات الإرهابية المسلحة، كأجزاء من الخالدية والحميدية وحمص القديمة". إدانة لحزب الله في غضون ذلك، دان نائب وزير الخارجية الأميركي ويليام بيرنز، الاثنين، تدخل حزب الله في الحرب السورية، قائلا "إن أفعال الجماعة اللبنانية المسلحة تضع مستقبل لبنان في خطر". وتعد هذه التصريحات الأولى التي تصدر عن مسؤول أميركي رفيع المستوى منذ أن ساعد حزب الله القوات الحكومية السورية على تحقيق النصر في المعركة حول بلدة القصير الاستراتيجية الواقعة قرب الحدود بين سوريا ولبنان الشهر الماضي. وقال بيرنز في ختام زيارته التي استمرت يومين في لبنان: "برغم مشاركته في الحكومة اللبنانية، قرر حزب الله وضع مصالحه الخاصة ومصالح داعميه من الخارج فوق مصلحة الشعب اللبناني". وأضاف أن الولاياتالمتحدة دانت "بأشد العبارات" تحركات حزب الله في سوريا وقالت إنها "تعرض مستقبل لبنان للخطر". وقال بيرنز: "في وقت الاضطرابات بالمنطقة وعدم اليقين في الداخل، من مصلحة جميع اللبنانيين ضبط النفس واحترام استقرار لبنان وأمنه".