يستعين الراغبون في تصحيح أوضاعهم عند مقر الجوازات بأبرق الرغامة على عناء الانتظار وضغوط قرب إنتهاء المهلة بالحكايات القديمة والشعر والدخول في عالم (الأسهم) ودعوة بعضهم على مختلف الوجبات الخفيفة والدسمة، ورصدت «المدينة» واقع حال المراجعين خلال الساعات الأولى من فجر أمس. وعن صعوبة مغادرة الطابور أوضح أحمد بن ناصر الغامدي أنهم يتواجدون منذ يومين عند مقر الجوازات بأبرق الرغامة ولا يستطيعون مغادرة الصفوف، ما جعل الواحد منهم يتعرف على الآخرين بجواره، وأضاف أنه وجد في الطابور أحد أفراد قبيلته كان قد انقطع عنه منذ فترة طويلة. قصائد ونوادر وأكد الغامدي أن شدة الحر وكثرة (الناموس) لم تقف عائقاً بين المراجعين وسرد النوادر والحكايات، وقال: «هناك كثيرون سعدت بمعرفتهم هنا»، وأضاف أنه شهد بالطابور في يومه الأول به حضور أحد الشعراء المعروفين لإنهاء معاملة تصحيح، فغنى لهم وأطرب الحاضرين بالقصائد الوطنية. وفي السياق حكى محمد السلمي لبعض المراجعين قصته قائلاً: إنه دخل في تجارة الأسهم برأس مال يقارب 300 ألف ريال، لكنه خسر حوالى 60% من المبلغ، ما دفعه لفتح محل تجاري، واستقدام الكثير من العمالة الأمر الذي انتهى به إلى المكوث عند أبرق الرغامة لأكثر من يومين، وأضاف: «أقوم بإرسال سائقي ليجلب وجبة العشاء ودائماً ما يشاركني فيها بعض الإخوة هنا»، مؤكداً أنه يطلب كميات كبيرة من الطعام لمنع الإحراج، وبين أن المعاناة المشتركة والسهر جعلت الجميع إخوة بينهم كل مودة وأحترام. كراتين المياه وفي السياق قال أحمد المرير: إنه واثناء طريقه إلى مقر الجوازات بأبرق الرغامة يقوم بشراء 4 كراتين من الماء وتوزيعها للجميع دون مقابل، وأضاف أنه قام بذلك على مدار 4 أيام لمساعدة المراجعين على مواجهة شدة الحر. أما فارس الشمري فأكد أنه تعرف على 4 أشخاص وأحب المكوث معهم، وأضاف: إنهم يحضرون بساطاً كبيراً للسمر وللنوم عليه، وأشار إلى أن تعارفهم أشبه بالصدفة، وكان بفضل معاملاتهم الكثيرة في جوازات أبرق الرغامة لإبعاد الملل ولتمضية الوقت حتى يتم فتح بوابة الدخول، وأوضح أنه بدأ التجارة بمصر ثم انتهى به المطاف على سجادة الصغيرة أمام الجوازات. أرباح الشاي من جانبه قال أحد الباعة بجوار الجوازات إنه يبيع كوب الشاي بريال واحد فقط، وأضاف أن بيع الشاي للمراجعين تجارة رائجة بسبب وجود كثير من متذوقي الشاي بمختلف النكهات سواء بالحبق أو النعناع أو غيره، وأكد أن معظم الزبائن يطلبون الشاي خالياً من السكر. وأضاف أنه لا يقوم بفتح البسطة إلا بعد صلاة المغرب، حين تبدأ جلسات السمر وحكاية الطرف والنوادر، حيث يتحلق المراجعون في شكل دائري، خاصة عندما يتناولون وجبات دسمة. وأكد بائع الشاي بأن أرباحه تتراوح بين 150 و250 ريالا يومياً من بيع الشاي فقط، وأشار إلى أنه يبيع أيضاً الحلويات وعبوات المياه التي يستخدمها المراجعون لمواجهة العطش. المزيد من الصور :