لم تعد سبل تواصل الجهات الحكومية مع الجمهور كما كانت في الماضي من خلال أقسام العلاقات العامة أو من خلال المؤتمرات الصحفية أو المنتديات التي تعقد بين فترة وأخرى ولاحتى من خلال المتحدثين الرسميين بل تجاوز الزمن ذلك كله وغدت مواقع التواصل الإجتماعية الشهيرة وعلى رأسها الطائر الأزرق ( تويتر) من أقوى الوسائل التي يتم من خلالها التواصل مع الجمهور . وعلى الرغم من قوة مثل هذه الوسائل الحديثة في التواصل مع الجمهور إلا أن مسحاً إلكترونياً قامت به إحدى الصحف المحلية أوضح بأن عدد الجهات الرسمية والتي اتخذت في " تويتر " موطىء قدم للتواصل مع الجمهور يصل إلى 20 جهة رسمية فقط إضافة إلى 3 حسابات لوزراء فاعلين ورئيس الديوان الملكي . وقد تصدرت وزارة الصحة ذلك التفاعل الإلكتروني من خلال عدد من المتابعين تجاوز 180 ألفاً ، يليها الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان السعودية وذلك بعدد من المتابعين تجاوز 47 ألفاً، فيما تعاقبت جهات حكومية أخرى بالحضور وذلك من خلال الترويج لأخباررسمية تقليدية تخص تلك الجهات مذيلة بروابط الأخبار في الصحف ولا تهم الجمهور من قريب أو بعيد. ويشير التقرير الذي نشر مطلع هذا الأسبوع أن هناك مواقع تخص جهات رسمية تحمل معرفات مختلفة منها الرسمي ومنها غير رسمي تدار من خلال فئات تنتمي لنفس تلك الجهات وتعمد إلى إستخدام تلك المعرفات غير الرسمية كمنابر لتوجيه الإمتعاضات والمناشدات المستمرة للمسؤولين في تلك الجهات . وفي الوقت الذي تقوم فيه بعض الجهات الحكومية بتأسيس إدارات متخصصة لمتابعة الإعلام الجديد ووسائل التواصل الإجتماعي وإعتبارها جزءًا رئيسياً من منظومة العمل الخاصة بالتواصل مع الجمهور فإن بعض الجهات الحكومية الهامة لاتزال بعيدة عن تلك الوسائل مكتفية فقط بمواقعها الإلكترونية والتي غالباً ماتكون غير محدّثة . إن على تلك الجهات أن تخرج من الصندوق وأن تنزل عن تلك الكراسي العليا وأن تختلط بالناس وأن تتحاور معهم بلغتهم التي هي لغة العصر، فالسعوديون يشكلون 79% ممن يستخدمون اليوتيوب وهناك أكثر من 4 ملايين مستخدم نشط لتويتر وهم في المرتبة الثانية لاستخدام الفيس بوك . [email protected]