أحمد الله أنني لم أتأثر بالحياة الاجتماعية في بعض الدول الغربية التي عشت فيها لسنوات، فحياة بعض هذه الدول لها مساوئ لا تحصى، منها عدم الترابط الأسرى والتسيب الأخلاقي وخلافهما الكثير، وآخرها قانون المثليين وقصصهم الرائجة..! وعلى كل حال نحمد الله على سلامة ورقي واحترام العادات الاجتماعية الإسلامية لدينا..! ولنتكلم عن الدول (الاسكندنافية) وهى السويد والدنمارك والنرويج وبعض الدول الغربية واليابان، ويعجبني في هذه الدول اهتمامهم البالغ بشعوبهم، ومن صور هذا الاهتمام الاستثمار في الإنسان وحرصهم على التنمية البشرية وتنمية المهارات ورفع الكفاءات والحث على الابتكارات..! ونتاج ذلك أمة راقية مثقفة، ونافعة وصالحة بأن تقوم بخدمة بلدها ومجتمعها على أحسن حال..! والطفل هو بداية الاستثمار في الإنسان، فحال معرفتهم وعلمهم بحمل الأم نجدهم وقد طرقوا جميع السبل للوصول إليها والتواصل معها ومساعدتها ماليًا ومعنويًا على تجاوز محنة ومتطلبات الحمل..! وعندما تضع الأم مولودها سواء أكان ذكرًا أم أنثى يُعتنى به من قِبَل مؤسسات الدولة والجمعيات الخيرية المساندة لها لأنه يعتبر فئة (أ) في الاهتمام حتى يَتربى ويَترعْرع صَحْ، مع تنمية الذكاء لديه وتعليمه أسلوب التغذية السليمة وأخلاقيات التعامل واحترام الناس، ودراسة ميدانية للثقافة المرورية، وحتى أدق الأشياء مثل شرح مضار التدخين والمخدرات وتأثيرهما على صحة الإنسان، وخطورة استعمال الأدوية دون استشارة طبية، وكيفية التعامل مع الحريق والإسعافات الأولية، كل ذلك يُدرس في الحضانة والروضة والابتدائي ليَرْسَخ ذلك في ذهن الطفل منذ الصغر، وليكبر وقد تم استيعاب الكثير من مناحي الحياة..! وعندما يقوى عوده يجد أمامه التسهيلات التي يحلم بها أي شاب ومنها التعليم العام والدورات التدريبية التي تُركِّز على تعلم التقنية والتكنولوجيا الحديثة والتواصل مع معامل الأبحاث واحتضان الاختراعات والابتكارات وتعلم اللغات، والتدريب في النوادي الرياضية والمعاهد والكليات الخاصة المختلفة مجانًا، (مدفوعة الأجر من قِبَل مؤسسات الدولة المعنية)، وأيضًا هناك مكافآت مالية كتحفيز لمن يتدرب من هؤلاء الشباب والمراهقين، ومن هذا المنطلق تُكتشف المواهب، ويكون هناك إنسان مثالي وقد استغل فراغه على الوجهة الصحيحة والسليمة، حيث يعتبرون أن الفراغ يجعل أمخاخ الشباب والمراهقين جوفاء وعقيمة، ونفسيتهم مريضة بسبب ارتيادهم القهاوي والملاهي والكباريهات التي هي أرض خصبة لتعاطي المخدرات ومرتع لإفراز العنف والإرهاب..! فهل تحتضن مؤسساتنا هذه الأساليب التربوية المُبكِّرة للشباب والمراهقين في بلادنا والتي ستنعكس إيجابًا على مستقبلهم..؟! [email protected]