كشف الباحث والمتخصص في شؤون المراهقة بمجمع الملك سعود الدكتور فهد الحمدان أن نحو 90% من المراهقين لم يستطيعوا الالتحاق ببرامج المراكز الصيفية المنتشرة حاليا بكافة أرجاء المملكة ، أو أنهم لا يرغبون الالتحاق بها بحجة عدم تناسب برامجها مع ظروفهم وميولهم . وقال ل " المدينة " : إن الأغلبية الساحقة من المراهقين يتعاملون مع الإجازة على أنها فرصة للنوم في النهار و السهر في الليل و للتسكع في الشوارع و قضاء الوقت في ما لا ينفع ، معتبرا ذلك ليس تهمة موجهة لهم ، وحمّل المسؤولية الكبرى في ذلك الى مؤسسات الدولة التي لم توفر لهم أماكن مناسبة و آمنة لقضاء أوقات فراغهم و توجيه طاقاتهم الهائلة في ما يفيد ، واستثمار مواهبهم و إمكانياتهم . وعن المشكلات التي يتعرض لها المراهق خلال العطلة الصيفية ،أوضح انه الفراغ القاتل نظرا لعدم وجود أهداف يسعى لتحقيقها أو أماكن مناسبة لقضاء أوقات فراغه و إشغاله بالنافع المفيد ،وذكر أن سفره مع الأهل لا يحقق له إشباع هواياته و رغباته في الترفيه البرئ مما يجعله منفصلا عن أهله شعوريا ،ومصابا بالملل وقد يجرب سلوكيات جديدة ضارة . وقال : إن التفاهم و التعاون و المحبة و الإقناع و الحوار الهادئ ، يمكن الأهل من التعرف على اهتمامات المراهق أولا و ما يشبع رغباته و هواياته و ينطلقون منها إلى البحث عن أماكن مناسبة لتلبية احتياجاته ، و من ذلك " النوادي الصيفية" أو العمل في التجارة أو في وظيفة مؤقتة ويتحمل مسؤولية نفسه. وانتقد الحمدان تعامل الكثير من الأهل مع المراهق على انه " عبء كبير " عليهم حيث يتركونه يفعل ما يشاء بلا حسيب و لا رقيب ، وفى المقابل يفرض البعض رقابة صارمة عليه تحرمه من حقه الطبيعي في ممارسة حياته بحرية منضبطة ،وأضاف :" و هنا نجد أثر ذلك في وجود تجمعات في كثير من الشوارع لا هدف لها سوى مضايقة الآخرين أو فرض سلوكيات غير منضبطة ، و هنا تكمن الخطورة البالغة ..فالشباب و الفراغ و الجدة مفسدة للمرء أي مفسدة". وأكد ان تعاطي المخدرات يعود لعوامل مختلفة ليس للإجازة الصيفية علاقة مباشرة بها ، منها إهمال الأهل لأولادهم و عدم معرفتهم بأصدقاء الأبناء أو أماكن تواجدهم ،و ضعف التربية داخل الأسرة و عدم إلمام الوالدين بأساليب التربية الصحيحة مما قد يؤدي لنفور المراهق من الأسرة و البحث عن بيئة أخرى تحتضنه مشيرا إلى أن من بين الأسباب "التدليل" وهو إعطاء المراهق كل ما يطلبه يجعله يبحث عن وسائل إشباع جديدة لرغباته وقد يكون منها المخدرات. ولحماية المراهقين من بعض مساوئ الثورة التقنية نصح الحمدان بتحديد وقت لاستخدامها ، وتعريف المراهق بأضرارها الصحية و العقدية و السلوكية عن طريق النقاش و الحوار، مع إشغالهم بالهوايات التي تنمي الفكر و الجسم.