يعقد هذه الأيام بنادي جدة الأدبي الثقافي ملتقى قراءة النص في دورته الثانية عشرة، ولا شك أن عمر الملتقى قد أعطى له تاريخًا وحضورًا على الساحة الأدبية والثقافية بالمملكة والعالم العربي، ولعل الندوة الأولى لملتقى قراءة النص، والتي شارك فيها عمالقة الأدب والنقد في الوطن العربي -آنذاك- من أمثال عزالدين إسماعيل، ولطفي عبدالبديع، وكمال أبوديب، ومصطفى ناصف، وأقرانهم كانت واحدة من أشهر الندوات التي تركت صدى كبيرًا، وتأثيرًا واسعًا في الأوساط الأدبية، ثم توالت ملتقيات قراءة النص بعد ذلك، وأصبح نادي جدة الأدبي قبلة الأدباء والمثقفين الذين ينتظرون ملتقى قراءة النص كل عام ليتحاورا ويتناقشوا ويطلعوا على كل جديد مفيد، وقد كان صوت الجدل والنقاش في الملتقى يرتفع ويتجاوز أسوار النادي إلى ما حوله من أمكنة تجمع المثقفين، وعلى أعمدة الصحف وهي ظاهرة حضارية معرفيًا، حيث لا يخفت الصوت ولا يضعف الفعل الثقافي المرتبط بنشاط النادي، وإنه لمن المفيد أن يتجه النادي إلى تنويع الموضوعات وتوسيع دوائر المشاركة، ولهذا فإن إشراك كُتّاب المسرح وأرباب الفنون التشكيلية والموسيقية للصعود إلى منصة الملتقى والولوج إلى عوالم الأدب يعد فتحًا مضيئًا لمرحلة جديدة يأخذ فيها ملتقى النص سبيلاً يضاف إلى منتجه المعرفي وإلى الكم التراكمي المميّز الذي يحتفظ به النادي في ذاكرة ومكتبات المثقفين، ومع أن ضيوف النادي يتمنون مشاهدة وجوه جديدة مشاركة تضاف إلى الأسماء التي شاركت من قبل، فإنه من المهم أن يفيد الملتقى من أسماء المفكرين والأدباء العرب الذين لهم شأن ووجودهم سوف يثري الملتقى خصوصًا الأسماء الأدبية التي قدمت منجزات نوعية أو طرحت نتاجًا مثيرًا للجدل، أو حصدت جوائز مهمة على المستوى العربي أو العالمي، ولعله من المناسب الإشارة إلى حاجة الشباب لمن يقدم الدراسات عن أعمالهم، ويتيح لهم الفرص للمشاركة عبر المنابر المهمة، ولعل ملتقياتنا تضع ذلك ضمن خططها القريبة، ونادي جدة الأدبي بتاريخه العريق وحاضره المشرق يحتفي بالشباب، ويسعى دائمًا لتلبية متطلباتهم، وإتاحة الفرص لهم، ولعله من المناسب أن يخصص النادي أحد ملتقياته القادمة لإبداع الشباب، ومشاركاتهم البحثية والنقدية.