على الرغم من توفر وسائل شتى في الأجهزة الحكومية و المؤسسات العامة تساعد على تبسيط الاجراءات وتسهيل خدمة المواطن أياً كان , وفي مقدمتها الكمبيوتر الذي رمى العمل اليدوي خلف الدار و أصبح الصغير والكبير يستطيع أن يدير أكبر منشأة في أصابع اليد الواحدة إن لم يكن إصبعاً واحداً . وصرفت الأجهزة الحكومية على برامج الحاسب الآلي ملايين الريالات في سبيل أداء الخدمة التي تتناسب مع مرحلة التطور الذي تعيشه بلادنا, ومع ذلك تتعثر الاجراءات ويعاني المواطنون من رتابة العمل في بعض الأجهزة الخدمية التي لا تتوقف عنها رِجل المراجع , بل أصبح جهاز الكمبيوتر حجة من لا حجة له. وأورد على سبيل المثال معاناة صاحب مكتب هندسي عمره يزيد على خمسة وعشرين عاماً وصاحبه عرف بالانضباط واحترام المواعيد والالتزام بتوفير نسبة السعودة المقررة نظاماً بل و أكثر , إلا ان اثنين تركا العمل بدون سبب ودون سابق انذار فاختل ميزان شاشة هذا المكتب في إدارة مكتب العمل بالمدينة , فبدلاً من الأخضر أصبح في خانة الأصفر, مما أربك عمل المكتب. فسارع صاحب المكتب بتوظيف سعوديين لاكتمال نسبة السعودة في المكتب , فبدلا من اعادة الشاشة الخضراء بقيت الشاشة الصفراء كما التزم صاحب المكتب بتسديد المبالغ التي فرضها مكتب العمل للتأمينات الاجتماعية فأوقف نشاط المكتب في جميع الأجهزة الحكومية . وبعد تنفيذ مطالب مكتب العمل راجع صاحب المكتب أملاً بإعادة الأمور الى ما كانت عليه فصدم عندما قيل له لن تعود الشاشة الخضراء الا بعد ثلاثة أشهر , وخلال هذه الفترة يستوجب عليه دفع أكثر من عشرين الف ريال غرامة للعمالة التي تنتهي اقاماتهم خلال فترة الانتظار, ويصرف ما قدره مليون وخمسمائة ألف ريال لرواتب موظفي المكتب. وبما أن هذا المكتب ليس بالميدان وحده بل يماثله آلاف المؤسسات والشركات, والكثير منها معرَض لما تعرض له صاحب المكتب الهندسي بالمدينة المنورة , فهل فكَر المسؤولون بوزارة العمل المنظرون منهم والمنفذون تجاوز هذه العقبات بتبسيط الاجراءات وسرعة الإنجاز . فجهاز الكمبيوتر الذي يتعلل به أكثر الموظفين بعدم استطاعتهم تجاوز برامجه , ما هو الا وسيلة يحركها العقل البشري لخدمة البشر لا لتعقيدهم ولكل مشكلة حل يا وزارة العمل ..والله المستعان. [email protected]