أثار فيلم(حراس البوابة) الإسرائيلي لمخرجه دور موريه المرشح للأوسكار والذي يستغرق عرضه 97 دقيقة مشاعر الصدمة عند الجمهور الإسرائيلي لدى عرضه في لندن مؤخرًا، ويتضمن الفيلم وفق ما نشرته صحيفتي «الجارديان» و»الأبزرفر» البريطانيتين الأحد الماضي أكثر من 70 ساعة من المقابلات مع ستة من المسؤولين السابقين لجهاز «الشين بيت»- الجهاز المسؤول عن الأمن الداخلي في إسرائيل -تدور حول عمليات الاغتيالات السرية التي تستهدف المسلحين الفلسطينيين وغير ذلك من ممارسات العنف التي يقوم به هذا الجهاز السري في الضفة الغربية وقطاع غزة خلال الاحتلال المستمر منذ 46 عامًا، ويبدأ الفيلم بلقطات يفترض أنها التقطت من طائرة إسرائيلية حربية، أو طائرة بدون طيار لمشهد اغتيال لأحد النشطاء الفلسطينيين في قطاع غزة، يتم فيه تعقب سيارة فلسطينية قبل أن يتم تفجيرها، ويعلق يوفال ديسكين الرئيس السابق لجهاز «الشين بيت» بقوله: «سواءً نفعل ذلك أم لا نفعل، صحيح أن لا نفعل يبدو أسهل ، لكنه في الأغلب أشق». ويعرض الفيلم العديد من عمليات الاغتيال التي قام بها هذا الجهاز الأمني الإسرائيلي ضد زعماء فتح وحماس، مثل عملية اغتيال مهندس المتفجرات المعروف الشهير في حماس يحي عياش المسؤول عن العديد من الهجمات الانتخارية في بداية التسعينيات، ويناقش مسؤولي الجهاز السابقين في هذا الفيلم الوثائقي الهام جدلية الموافقة على عمليات (غير نظيفة) تؤدي إلى تعريض حياة أفراد أسرة المستهدف أو المارة في الشارع للخطر، ويمكن تلخيص مظاهر الصدمة التي أثارها الفيلم من خلال قول أحد أولئك المسؤولين الستة: «إننا ننغص على الفلسطينيين عيشتهم»، وقول آخر: «لقد نزعت منا الرحمة، لا يمكن أن نحقق السلام باستخدام الوسائل العسكرية»، وقول آخر: «إننا نفوز بكل معركة، لكننا نخسر الحرب».