* من حق الشركات والمؤسسات الرائدة في الوطن أن تفرض على الخريجين والخريجات ما يُناسبها من شروط، لأنها ببساطة من حقها أن تعمل بكفاءة، وكيف يكون ذلك إلا من خلال الإنسان، الذي هو المحرك الأول في النمو، وهي مشكلة بل قضية كبيرة؛ أن تأتي المخرجات من التعليم العالي لا تُلبِّي الحاجة الفعلية لسوق العمل، الذي يتطلب أن يكون الخريجين بجنسيهما مؤهلين تأهيلاً عالياً، لاسيما في اللغة الإنجليزية، ولكم أن تتصوّروا أن تجد خريجة في قسم المحاسبة أو الإعلام مُعدّلها يفوق الأربعة، وبالرغم من ذلك تجد أمامها ألف عثرة في الالتحاق بوظيفة وفي مقدمتها اللغة الإنجليزية، ومن يُصدِّق أن جامعاتنا بعددها الكبير الذي وصل ل28 جامعة، معظمها لا تضع اللغة الإنجليزية في حسبانها عدا جامعة واحدة هي جامعة البترول، وهي معضلة –حقيقةً- أن تضع الجامعات خريجيها في هذا المأزق، مع أن جامعات العالم كلها تسعى جاهدة على أن تُقدِّم السعادة للخريجين، إلا جامعاتنا.. يا سبحان الله هي في جهة وسوق العمل في جهة..!!! * من يتوقَّع منكم قُرّائي الأفاضل أن تقتل اللغة الإنجليزية الفرحة، وأن تمارس الجامعات إغراق سوق العمل بمخرجات غير قادرة على مواكبة الحاضر، وهي حقيقة أقدمها لكم من خلال ما يصلني من القراء والقارئات الكرام، الذين هم أنفسهم يبكون مأساتهم حين يجدون أنفسهم غير قادرين على اجتياز اختبارات القبول، وما يطلبه سوق العمل منهم، والذي يضع الشرط الأول في القبول للوظيفة اللغة، وعلى سبيل المثال (أرامكو) - (الخطوط السعودية) - (منشآت الحرس الوطني)، كل هذه المنشآت هي منشآت عملاقة، وعملها يعتمد في الغالب على اللغة الإنجليزية، وأحيانا يكون الشرط الأول في القبول للوظيفة هو النجاح في اجتياز (التوفل).. والتوفل بالطبع هو متطلب لا يجتازه إلا من تعلَّم اللغة الإنجليزية ووصل لمرحلة متقدمة فيها، وهنا يفترض أن تدرس الجامعات حاجة سوق العمل الفعلية، وتُؤهِّل خريجيها للعمل في هذا السوق حسب متطلباته، لا أن تخرج لنا عشرات الآلاف أو مئات الألوف الذين لا يضيفون لنا سوى زيادة في عدد العاطلين!! أليست هذه قضية هامة جداً يفترض أن تجد مكاناً وحيّزاً في ذهنية الآتي.. أتمنى ذلك..!!! * (خاتمة الهمزة).. أنا أرى أن على المؤسسات أن تقبل الخريجين والخريجات الحاصلين على معدلات عالية، وتُنفق عليهم بعض المال لتدريبهم في اللغة الإنجليزية، لتكسب عمالة متفوقة، بدلاً من أن تخسرها، وهي عملية ليست مُكلِّفة جداً بقدر ما هي مُربحة، كما أن اللغة ليست معضلة، طالما أن جامعاتنا هي التي صنعت هذه المأساة للخريجين والخريجات.. وهي خاتمتي ودمتم. [email protected] @ibrahim_wssl:تويتر تويتر: @ibrahim_wssl [email protected]