* مثلي مثل كل الخريجين والخريجات كانت مأساتي وحكايتي مع اللغة الإنجليزية حكاية، وكان قبولي في الخطوط الجوية العربية السعودية هو رزق مكتوب خاصة وأن السعودية تشترط في المتقدمين لها اجتياز اللغة الإنجليزية، وبفضل الله كان للممتحنين في قبولي دور كبير، حيث رزقني الله بمسؤول عقله كبير متخصص في عمله، بمعنى أنه لم يأت من فراغ ولم يقبل بعمل لا علاقة له بتخصصه، بل جاء في المكان المناسب ليعمل وينتج ويتعامل مع مهمته بنجاح، ذلك المسؤول المتخصص في الموارد البشرية والذي قدر تمامًا أن قضية الضعف في اللغة الإنجليزية هي ليست قضيتي بمفردي، بل هي قضية كل الأجيال مع التعليم والعملية التعليمية، التي تُسقط اللغة الإنجليزية من حساباتها كلها، وتعامل اللغة معاملة ثانوية وشبه عادية، وبعد التخرج تكتشف الحقيقة الصادمة، ويعيش الأجيال هول معاناتهم مع الصد والرفض معاناة حقيقية، وفي كل مكان يتقدمون إليه بطلباتهم للعمل يجدون أمامهم مارد الفشل في اجتياز امتحانات اللغة الإنجليزية، ذلك المارد الذي يقف أمامهم ويحرمهم من فرص القبول بالوظيفة، التي هي بالنسبة لهم الحلم، لكن القضية الأهم من كل ذلك هو أن تجد مسؤولا رحيمًا وعقلانيًا يعي أن في حرمانك من الوظيفة قرار فيه إجحاف وظلم، ويُقدِّر أن التغلب على مشكلة اللغة لا تحتاج لكل تلك التعقيدات، بل تحتاج للتدريب وتطوير القدرات للموظف حتى بعد قبوله على الوظيفة، وهو ما حدث معي، حيث تم قبولي ومن ثم بدأ تدريبي لأعود بعد ذلك وقد تغلبت على مشكلة اللغة، بل وتخصصت فيها، وفي هذا مثل حي، ودليل على أن اللغة مشكلة ينبغي ألا تقف في طريق توظيف الأجيال، لأنها مشكلة يمكن حلها ببساطة. * ولتفادي كل المآسي تلك علينا التعامل بجدية في إقرار ما يخدم العملية التعليمية، حيث لا بد من إعادة صياغة المناهج بتركيز أكثر على مواد اللغة الإنجليزية، لكي لا تبقى المشكلة وتبقى اللغة هي العائق الأول الذي يقف في طريق الخريجات والخريجين الراغبين في العمل في مؤسسات الدولة والشركات، التي تُفضِّل أن يكون المُتقدِّم على وظائفها مُلمًا باللغة الإنجليزية، كما أتمنى من كل مسؤولي الموارد البشرية محاولة استيعابهم، خاصة وأن بعض الذين لا يجيدون اللغة بإمكانهم التعلم والتغلب على مشكلة ضعفهم في اللغة، من خلال عملية التدريب التي تسهم في حل المشكلة جذريًا وتُحقِّق الهدف. * (خاتمة الهمزة).. (في الحروب ليس الذين يموتون هم التعساء دائمًا. إن الأتعس هم الذين يتركونهم خلفهم، ثكالى، يتامى، ومعطوبي أحلام).. هذه خاتمتي ودمتم. [email protected]
للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (48) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain