انتقلت حمى اختبار القدرات التي أرهقت الباحثين عن مقعد دراسي في مرحلة البكالوريوس في جامعات المملكة، إلى الباحثين عن مقاعد في الماجستير والدكتوراة في خطوة جديدة اتخذتها جامعة أم القرى خلقت أزمة بين طلاب دراسات عليا وإدارة الجامعة، حيث وقع 100 طالب ماجستير ودكتوراة في الجامعة في مأزق اختباري «التوفل» و«القدرات» المرتقب إقامتهما آخر الفصل الحالي. وأوضح وكيل جامعة أم القرى للدراسات العليا الدكتور هاني غازي أن قبولهم في الجامعة كان مشروطا «وهذا من حق الجامعة، وجامعة أم القرى من آخر الجامعات السعودية المطبقة لهذين الشرطين في القبول، والتي تهدف إلى الارتقاء بجودة التعليم من خلال قبول طلاب مؤهلين فعلا للدراسات العليا». وقال الدكتور هاني غازي إنه من باب المساعدة لهؤلاء الطلاب الذين أعلنت الجامعة فعلا قبولهم تم عقد اجتماع مع مدير جامعة أم القرى، وشكلت لجنة جامعية في هذا الشأن «وخرجنا بهذا الحل، وهو أن ينخرطوا في دورات لغة إنجليزية مكثفة هذا الفصل، وفي حالة تجاوزهم لاختبارات القدرات والتوفل يتم قبولهم وتمكينهم من مواصلة الدراسة». وأضاف الدكتور غازي «فيما يخص الرسوم المفروضة على دورة اللغة الإنجليزية لا تمثل عائقا كبيرا، وستبحث الجامعة حلا لمثل هذا الأمر لكن لا بد أن يدرك الجميع أن الاختبارين مهمان جدا ولن يقبل أي طالب لم يتجاوزهما». وينتظر أن يحدد الاختباران مصير استمرارية مواصلة مسيرتهم التعليمية من عدمه، حيث من المتوقع أن يحرموا من مقاعدهم الدراسية عند رسوبهم في أحد الاختبارين، مما خلق أزمة كبيرة بين الطلاب وإدارة الجامعة المصرة على موقفها بأن قبولهم في الجامعة مطلع العام الدراسي الحالي كان قبولا مشروطا. وتحرك طلاب الدراسات العليا المعلقين حاليا لتقديم شكوى رسمية ضد الجامعة للمحكمة الإدارية من خلال توكيل محام لإنصافهم مما وصفوه بالتعسف في الإجراءات، مؤكدين أن الجامعة أخطرتهم بالقبول ورجعت في العدول عن ذلك بقولها «هذا قبول مشروط» في مخالفة صريحة للأنظمة. وبين ل«عكاظ» طلاب الدراسات العليا المتضررون من القرار، أن المشكلة تمثلت في قبولهم في الجامعة في عدة كليات وعدة تخصصات، حيث تجاوز الجميع إجراءات القبول من اختبارات تحريرية ومقابلات شخصية، وأعلنت الجامعة عبر موقعها الرسمي وفي وسائل الإعلام والصحف قبولهم في الجامعة، ولكن عند بدء الدراسة فوجئ الطلاب والطالبات بامتناع عمادة القبول والتسجيل عن منحهم أرقاما جامعية أكاديمية وفق المعتاد، بحجة أن ثمة مشكلة في عمادة الدراسات العليا، وبمراجعة العمادة تبين أن الجامعة استحدثت إجراء جديدا وهو شرط اجتياز اختبار القدرات والتوفل. وتساءل الطلاب عن تأخر الجامعة في إعلان هذا الشرط للقبول، ولماذا لم تبلغ الجامعة الطلاب به إلا بعد انطلاق الدراسة، معتبرين أن هذا الشرط يهدد مسيرتهم التعليمية المستقبلية.